The godfather cast

Friday, June 20, 2008

اللحظات الأخيرة

كل شييء كان جيدا زيجته التي اثارت الجدل طواها النسيان... النواب الذين "يعملون لديه" أستطاع أن يتخلص من شكواهم "بكام" عشوة في الفور سيزونز.... حتي الكابتن "أبو لخد " الذي كان يحتل موقعه منذ أعوام قليلة يبدو أنه لم يعد متفرغا له خصوصا بعد ان غضب عليه الرجل الكبير و الرجل الصغير أيضا...."جمااااااال" قالها و هو يتذكر شخصين يحملا نفس الأسم و لا يحملا نفس العقلية فالأول لو كان موجود حتي الآن لظل كما هو تاجر خردة بالوكالة كما كان أسلافه....الثاني يا جمال الثاني! حصة ادارية في شركة الدخيلة و أرباح بلا حساب و حصانة من القدر ذاته و و و و..... كم هم اغبياء من يتصورون أنه يستيقظ يوميا لكي يزيد من ملياراته... أغبياء لقد خلع المال من رأسه كما خلع بيجاما الحرير الصيني هذا الصباح.... أن ما لديه الآن يكفيه ليعيش ملكا في أي دولة أوروبية..... السياسة أيها السادة لو ترك موقعه الآن لزحفت المعارضة علي المجلس و لحرج النظام و "زنق" في ركن الحلبة أمام المستقلين و الأخوان... السياسة مال و نفوذ لا أيدلوجيات و لا يحزنون! السياسة أيها السادة أقوي من قوانين السماء في بلدنا هذا ! السياسة أيها السادة مطمح الملايين و مضغة في فم المعارضة... و كلية لأولاد الأكابر
وطريقة يتبعها هو مع نواب الحزب الذين أحيانا -مع نقص الأنفس و الثمرات- ينبت لهم دمل ضمير صغير فيأتي هو بمبضع الترغيب في رئاسة لجنة أو أمانة أو بالترهيب بالشطب و الشكوي للرجل الكبير فيقضي علي هذا الدمل في ثوان...... لكن لعنة الله علي السياسة صداع و حمي وطنية يجابهها من بعض المرتزقة المعارضين هذا بالأضافة الي انه لا يجد وقت تقريبا للعناية بزوجته الجديدة التي دفع فيها كام مليون
أرخي رأسه و هو يتذكر الايام السابقة ففي برلمان هذه البلاد "الأغلبية تكسب الشجاعة" حسنا لم يحدث هذا مؤخرا فأخبار الممارسات الاحتكارية تتناقلها الألسن كالوباء... أينعم هو "كبر" دماغه بمنطق دعهم يخبطون رأسهم في الحائط بأن معارضة المجلس لا تسوي جناح بعوضة الا أن القانون المقدم مؤخرا كافي بنسف مستقبل امبراطوريته التي تستولي علي 60 بالمئة من السوق.... طبعا لن يظهر أحد من الكبار لدعمه منعا للقيل و القال ... ثم أتي وزير الصناعة الذي يلقبه الجميع بالوزير الشبعان الذي تقدم بقانون يغرم فيه المحتكر 15 بالمئة من قيمة المبيعات... ليس هذا فحسب بل بأعفاء المبلغ عن الاحتكار من العقوبة..... يعني موت و خراب ديار..... السوق مليء بهؤلاء الذين يتمنون أن يروه هباء منثورا.... يمتليء بهؤلاء الذين جلس معهم في الغرف المغلقة و أخبرهم سرا بضرورة رفع السعر..... و الصحافة تريد جنازة لتشبع فيها لطما كالعادة..... قضي يوميه الاخيرين بعد تقديم المشروع في جلسات مكثفة ألتهمت 40 ساعة من ال48 ساعة قبل أن تقدم بطلب لمراجعة المشروع.... تذكر كيف درب نوابه علي ما سيجري في اليوم الأخير و في اللحظات الأخيرة علي ما سيحدث لم يهتم كثيرا بالاخبار التي تناقلت عن ان وزير الصناعة سافر الي باريس و رفض حضور الجلسة ..... كل ما كان يهمه هو " المدبوليزم السياسي" الذي سيحدث بعض قليل سيقول هو "يا أمو ملاية لف" قاصدا شركته و يرد نوابه " اسم الله" سيقول تقتل مية و ألف" قاصدا القانون الجديد فيرد نوابه بغضب " حد الله" نعم ليتخلص من القانون و لتضرب المعارضة دماغها في أعرض حائط بالمجلس
لماذا لا يخترعون جهاز تشويش علي هؤلاء الحشرات حتي لا يراهم أحد ولا يسمعهم أحد ..... و بعدها يتوجه لبالما دي مايوركا ليقصد أجازته و يريح رأسه المتعب قليلا من التفكير...... نزل من سيارته المرسيدس الجديدة.... و عدل من وضع كرافتته و دلف الي المجلس
..............................................

جلسات المجلس تمتليءبأشياء عجيبة حقا كمية من اللعاب و السباب لا يراها الا هنا.... هذا فضلا عن الطرائف كان "ابو لخد" مشهور بعصبيته الشديدة علي المعارضة فكان مثلا بقوم و يقول لمعارضه "عاوز أيه يا خويا" أما هو فيكتفي بقزقزة الفستق و ينظر لهم بغضب شديد..... من الطرائف أيضا بعض نوابه من القفاطين الذين ما أن يتملكهم التعب حتي يفترشون المنضدة و يناموا دون خجل يذكر....فلتحيا مادة الخمسون بالمئة عمال و فلاحين و ليلعن من أتي بهؤلاء الي المجلس هكذا قال و هو ينظر دون أن يسمع الي الغضب العارم من النواب الأخرين......و مرت الساعات سريعا ثم كانت اللحظات الأخيرة و هو ينظر الي بعض نواب الحزب الذي أبدوا تحفظاتهم علي اعتراضه علي القانون و هو الرابح منه باعتباره رجل أعمال كبير..... آه يا ولاد الكلب هي دي الديمقراطية اللي اتعلمتوها في الحزب نظر اليهم شذرا و وعيدا و غضبا فنكسوا رؤؤسهم ثم أخيرا كان له ما كان ألغيت مادة أعفاء المبلغ من العقوبة و تم تحديد الغرامة بثلاثمئة مليون جنيه حد أقصي " يا بلاش علي الجزمة" هكذا قال في سره ثم غادر المجلس في خيلاء و استعلاء و هو يلقي نظرة علي قبته الشامخة و هو يتذكر بكراهية أن أسابيع قليلة و تبدأ دورة جديدة من الصراع البرلماني و لا يعلم سوي الله وحده -و الرجل الكبير و الصغير طبعا-ماذا سيحدث في لحظاتها الأخيرة

Monday, June 16, 2008

بقعة الشرف الحمراء

بدت لوهلة بفستان زفافها الابيض كملكة متوجة في ليلة جلوسها علي عرش قلبه السعيد و نافسها هو ببدلته الفيرساتشي السوداء التي كانت بلونها الأسود تشع فخامة و أناقة.....مرت الأحداث بسرعة و هو يزف فيخرج فيسهر معها ثم يستقلا الطائرة الي أسوان التي أستقبلتهم برائحتها القوية رائحة القدم و الفخامة الفخامة المصرية التي لم تشوهها اللوحات الغربية أو الخليجية....وسرعان ما دخلا الي الفندق الفخم الذي كان علي ما يبدو صمم من أجل ملابس عرسهما خصيصا ببهوه الأنيق....و ثرياه الشامخة.....و بينما هم في المصعد في طريقهما لعش الزوجية المؤقت نظر اليها بابتسامة و هو يتذكر كيف دار النرد علي طاولة حياته فاختارها له..... سنوات طويلة من العمل الشاق في عدة دول سنوات طويلة من الاغتراب و هو يعمل كالثور في ساقية الخليج و المملكة المتحدة حتي استحال و جهه الي وجه رجل عجوز علي الرغم من أنه لم يتم الاربعين بعد...حتي نزل في اجازة قصيرة..... لم يشعر بالراحة الا عندما دخل الي بيتهم القديم و زخات الماء البارد ترش جسده ثم يد أمه تعطيه البشكير
دخل حجرته و ألقي جسده علي السرير و أشعل أسطوانة عتيقة لفيروز و نام..... ثم استيقظ علي جلبة في الصالة صوت ضحك و طقطقة فناجين... و همس انثوي..... أتجه الي الحمام و غسل و جهه وز سرعان ما ذهب الي الصالة حتي فوجيء بتلك الغادة الحسناء تجلس بجانب امه و بجانبها سيدةهي نسخة قديمة منها فرك عينيه ليكتشف بسهولة أنهما ابنة خالته و خالته....ثم كان الزواج منها بسهولة شديدة في غضون شهر و نصف و بالطبع لم يستمع لنصائح أصدقائه الذين حلوا بمصر معه في الاجازة باعتبار ان هذا حسد علي رأي والدته و بان أجلها قد حان و تريد أن تفرح بوحيدها.... و مرت الأحداث سريعا ليجد و جهه بعد عدة جلسات مع خطيبته يكتسب طابع الشباب و يشعر بقوة دافعة في شرايينه لا عهد له بها......تذكر كل هذا و افيق علي صوت حجرة الفندق و هي تفتح ثم كالحالم و هو يغير ملابسه في الحمام لأن زوجته قد تعللت بخجلها.... أرتدي الروب علي جسده العاري و ذهب الي الفراش و كانه ذاهب الي امتحان الماجستير الذي كان قد فرغ منه منذ عامين....... شعر بجسدها يتوهج بجانبه و ما حدث بعد ذلك هو تكرار لجميع ليالي الزفاف بعد ثلث الساعة أشعل نور الحجرة و نظر في فخر الي بقعة الشرف الحمراء التي تزين مفرش السرير الأبيض فقبلها بهدوء و نام قرير العين
..............................................
أستيقظ مبكرا كعادته ففي فنادق كتلك يكون الافطار في الثامنة علي الأكثر حاول ايقاظها مرارا بالتدليل و بالدغدغة ثم اخيرا قامت و أخبرته بأن ينتظرها في المطعم و أعطته قبلة رقيقة و هي تتوجه الي الحمام........ دلف بهدوء الي المطعم ووجهه يحمل ابتسامة فارقته منذ القدم
و في سره قال لياتي عبد المتجلي الآن ليري ما أنا فيه من نعيم....... أخذ يصفر بلحن اغنية فيروز حبيتك بالصيف و سرعان ما مل الانتظار قال لنفسه و لم لا أداعبها بعض الشييء ذهب الي خارج المطعم و وضع كارت اتصال باحد الكبائن ثم هييء نفسه للدعابة التالية
آلو-
غير من صوته و هو يجيب صوتها الساحر: أزيك يا جميل
مين معايا-
رد هومتصنعا الدهشة: ازاي متعرفينينش قوام نسيتي
لا الحقيقة مش فاكرة-
شعر هو ببشائر الضحك فغير من صوته أكثر و هو يجيب :أنا بتاع زمااااان أفتكري دانتي ياما جريتي ورايا
شعر بصدمة و هي تجيبه: انا عمري ماجريت ورا حد الرجالة هما اللي حفيوا ورايا يا بابا
غير من صوته و لهجته الفكاهية فأكتسبت الصرامة: طب منتقابل يمكن افكرك عشان شكلك عاملة نفسك ناسية أيامنا مع بعض
حطمت فؤاده و هي تجيب : أسمع أنا متجوزة دلوقتي و ايام زمان لو كان في زمان و أنت مش كداب راحت لحالها مش معني اني عملت معاك حاجة انك حتفتكر أني ليك لا يا حبيبي يا ما بنات سهروا مع شبان في بيوتهم و كل واحد يروح لحاله لا أنت أول راجل ولا أنا آخر بنت أنا متجوزة و جوزي ممكن يوديك في داهية
أغلق سماعة الهاتف و هرع علي الدرج بأقصي سرعة أكتسي وجهه بملامح الشيخوخة المتكلسة القديمة التي كانت قد ذابت بفعل الحب
تذكر مقولة صديقه الأثير بأن الزواج مثل البدلة القديمة كان لها وقتها و ما أن يتجاوز زمانها فالأفضل أن تعلق في مشجب النسيان ! فتح الباب بسهولة و وجدها تستقبل وجهه الأسمنتي بفزع رهيب و ما حدث بعد ذلك هوتكرار ممل لجرائم الخيانة فما أن أنتهي منها حتي تطلع بهدوء الي بقعة الشرف الحمراء و هي تلطخ ملاية السرير البيضاء