The godfather cast

Monday, May 26, 2008

الكأس لنا

كلمة السر
الأبطال

هداف الزمالك التاريخي


امام الموهوبين



لا ترحل



خليك معانا


و انتظروا الزمالك
قريبا

Thursday, May 15, 2008

القطار


اسفل كوبري 45 يجلس سيد كومة من الخرق البالية و الروائح الكريهة و زجاجات الكحول الأحمر عمرها 35 عام.... لايعرف أحد علي وجه التحديد متي جاء هنا و لماذا و لكن أتفق الجميع علي تجنبه و كأنه مجذوم.....قطعة من القذارة أتت من قلب الجحيم لا يدري عنها أحد شيئا و لو ظلت علي حالها ألف عامالاستثناء الوحيد ممن سبقوا هو عم شعبان قهوجي أحدي القهاوي البلدي التي يجلس عليها الصعايدة كما تجري العادةأعتاد شعبان زيارة سيد في رقدته التي لم يفعل شيئا سواهامنذ أن رآه الناس مرتين مرة في السادسة صباحا بعد أن ينثر الماء لتلطيف الجو و هو يهييء القهوة لاستقبال الزبائن فيأتي له برغيف من الخبز الطازج و طبق به قطعة جبن و أحيانا عسل بطحينة أو الغذاء الرسمي الفول.....يتبادل معه كلمات مقتضبة للغاية قبل أن يأتي الشناوي صاحب القهوة الذي يكره رؤية وجه سيد في الصباح لأنه فأل شؤم

أزيك يا سيد صباحك أشطة

زي ماناأيه الجديد يعني

قوم صلي ركعتين لله يبني و ربنا يفرجها

عمري ما سمعت أنهم صلوا و سكنوا في ش أسكندر ابراهيم بعديها

هما مين دول يبني استغفر الله

اللي واكلين حقي

انت لساك عالحال ده يبني لو ليك ناس كانوا دوروا عليك من زماان قوم أجري علي رزقك و قول يا باسط انا ممكن أقول للمعلم شناوي يشوفلك شغلانة و هو تلاقي اللقمة و النومة

بقولك بيوت و فلوس و عمارات و نسوان بيضا.. تقولي شناوي و لقمة و نومة يا عم أرجع ربنا يسهلك الحال

يا حول الله

أجهز سيد في ثوان علي افطاره و جذب ز جاجة من الكحول خلع رأسها بأسنان صفراء متسخة... شعر بنيران معتادة تسري في حلقه

هرش بيده في شعره الكثيف المتشابك كشجر الشلالات..... منذ أمد بعيد و هو يعلم أن له أقارب في شارع اسكندر ابراهيم........حرفيا يفصله عنهم الكوبري الذي يأتي القطارمن فوقه كل لحظة ليذكره بعالمه و عالمهم....الفارق بين سرداب عالمه المصنوع من الطين والجوع

وفضاء عالمهم المصنوع من العسل و الذهب.....بين نظرة احتقار هي جائزته التي يحصل اليها للاشييء و بين معانتهم في عد النقود التي حصلوا عليها دون جهد....أن الثروة تورث كالعيون الزرقاء و طول القامة و الشعر الكستنائي....أما سوء المصيرو المعدة الخاوية و النحس فهو لم يرثه بل نبت له كصبار في صحراء حياته القاحلة....تري ماذا ستفعل له نقود الشناوي القليلة في حياته المطعمة بالغضب و الحرمان هذا لو شغله الشناوي أصلا...... هاهو الشناوي يجلس بكرشه الضخم ليدخن أحجرة المعسل في شراهة شاخطا في هذا و ناهرا في هذا يستعبدهم ويمتص رحيق شباب من يعملون لديه ليحصل هو علي النقود و يلقي اليهم ببقايا و جبته الدسمة من بين أنيابه

عندما أتي المساء قام بصعوبة بالغة للغاية و هو يأمر جسده بالتخلي عن رقدة أزلية

عبر الشارع الخالي زحفا و هو يعرق وكانه يحتضر أستند الي مقدمة سيارة نصر قديمة وو قف علي قدميه الرفيعتين كقدمي يتيم

القي نظرة من بعيد علي شعبان و هو ينظر للأرض و الشناوي يطلق في وجهه سبابه المختلط بلعابه كعادته حين يتأخر عن أحد الزبائن

صعد درجات السلم المفضية الي شريط القطار و احدة تلو الأخري و قلبه يثب بين ضلوعه هلعا و فرحا

بعض أطفال الشوارع الحفاة ممن يعرفونه صرخوا من بعيد عليه.....درجة تلو درجة راح يلعن الجميع أقاربه و شعبان و الشناوي و الجميع بصوت مرتفع بعض النا س تجمعوا في فضول ليروا ذلك الراقد في الثري منذ الأزل و هو يحاول كما أعتقدوا الانتحار

لم يدري سر تلك الصرخات و هو يجاهد بكل ارادته للسير مخرجا عزمه من التراب الذي أنطمر فيه لعقود......و طامسا أذنيه بشمع المثابرة

عن صوت القطار الذي يقترب في الأفق.......و بعضهم يصرخ عليه حتي و صله صوت شعبان....... أغلق أذيه و واصل السير فلم يعد هناك أهم من العبور

Tuesday, May 13, 2008

طيران خارج الشرنقة

أنتهي أبريل بحلوه ومره باضرابه و اعتصاماته...الحياة بعيدا عن لوحة المفاتيح ليست سهلة و لكنها أقل ارهاقا للأعصاب و لضغط الدم المرتفع
لا أتذكر يوما واحدا جميلا في أبريل ....الشييء الوحيد الجميل أنني شبه متوقف عن متابعة الجرائد المستقلة و المعارضة...لا لشييء الا لأنني أكتشفت و متأخرا أن مصر لا تساوي متابعة أخبارها....طبعا نتحدث عن مصرالنظام و الأحزاب و وزراء القرية الذكية-الأغبياء-مصر المؤسسات المهدمة مصر الفساد و السلطة و الرشوة و المحسوبية مصر المتطرفين و الملتحين بتكفير الآخرين...مصر الذل و القهر و قطف البراعم الشابة قبل نضجها...مصر القطارات المحترقة و العبارات الغارقة.... و ألاحظ الآن العيون التي تترصد كلامي المغموس في النقمة
المدبج بالكراهية لكل ما هو رسمي مصري....منذ عامين سب مرشد جمعية الأخوان الملتحين "المقهورة"مصر و هاجمته الدنيا ولم تتركه حتي وقت قريب....طظ في مصر علي الملأ كما قالها عاكف أمير الجماعة...و لست نادم علي شييء...طظ في الحضارة و التاريخ و القومية و الاستراتيجية..مالم تدفع أصحابها نحو التغيير...و لنتذكر سويا جملة تشرشل الشهيرة "كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها" نحن السبب في ذلك الأستعمار الأهلي الذي نعاني سكراته يوميا....لذلك سببت كل ما هو حولي مصري كان علي أن أصرح بتلك الكراهية و الا كان علي الصمت للأبد....و منذ أن أعتزلت الجنسية التي تحملها أوراقي الشخصية منذ فترة لم يعد للصمت معني............................أي معني

...................................................
يعرف سيزار سيجر أحد النقاد العزلة بأنها نوع من الأنكفاء علي الذات يدفع صاحبها للقيام بأعمال لا طائل من ورائها و السعي المحموم للاهتمام بأشياء لا طائل من ورائها و محصلة ما سبق أن صاحب العزلة سيدفع الي البحث عن أعمق مكنونات ذاته عزلته التي لا فكاك منها
ما لزوم تلك المقدمة المعقدة......الواقع عندما بحثت فيما افعله يوميا أكد لي احتمالين أما أنني مصاب بالفصام....او أنني في حالة عزلة اكلينيكية....و يقيني أنه الاحتمال الثاني....كل ما أفعل هو البحث عن لاشييء أبحث عن وطن مزعوم و أرض مزعومة و أسرة مزعومة مقام عليها منزل افتراضي أستيقظ فيه لا أراديا...لتستقبلني ابتسامة روبوتية ممن أعيش معهم....أستقل الحافلة الحكومية للذهاب الي الشاطبي
لتلقي تعليم وهمي....أهرب بسرعة انشطارية لأقرأ جريدة تبحث عن حقيقة خيالية.....لولا الكحة التي تياغتني بعد التدخين في أوقات مختلفة لظننت أنني في فيلم "ترومان شو "و لكن حكومي هدفه معرفة قدرة المواطن المصري -السابق-علي الاحتمال و بعد هذا الاكتشاف الحقيقي
أتت مرحلة أخري هي مرحلة الانسلاخ من كل ما سبق من الجنسية و الهوية....و البرنامج اليومي الفاتر الذي لا طائل من ورائه......أن يرقة الحرير تظل مجرد دودة تزحف في بطء داخل الشرنقة الي أن تتمرد و تنسلخ و تكسر اليرقة لتخرج فراشة لتطير بعيدا عت الشرنقة التي صنعت بداخلها الحرير لغيرها تترك هذه الشرنقة غير نادمة أو آسفة لتحصل علي الحرية....كذلك سينتصر دون كيشوت اذا توقف عن محاربة طواحين الهواء...... سيتخلص النائم من ازعاج صنبور المياه بقليل من الجهد اذا غلقه لينام هنيئا مطمئنا...... فالي هؤلاء الذين بداخل الشرنقة الوطنية ادعوكم للانسلاخ و الطيران ... و اغلاق صنابير المياه الي الأبد.....و لتذهب العزلة الي الجحيم