The godfather cast

Friday, December 28, 2007

أبانجا

صباح جديد..مليء بالفراغ والامبالاة..ارتديت ملابسي القطنية علي مهل ونزلت الي الشارع..5 دقائق فقط اقطعها علي شريط الترام لأصل الي "ابانجا"..ابانجا حارة شهيرة ليست في بحري فقط لكن علي مستوي الاسكندرية..وهي شهيرة لنوعين فقط من الناس النوع الأول عشاق المخدرات ايا كانت نوعها..و النوع الثاني لعشاق الفتيات الساقطات التي تشتهر بهن ابانجا علي قريناتها من الحارات الاخري..ابانجا حارة لن تجد مثلها في الاسكندرية..فهي لا تضم في ربوعها الا اوكار تصنيع الحشيش و"الكيمياء"و بيوت المتعة الحرام بكل ماتحمله الكلمة من معني و دون ادني مبالغة... لم اسمع يوما عن اسرة فاضلة تقطن هناك حتي الذين عرفتهم يوما وكنت اتخيلهم في الدرك الاسفل لا يقطنون هناك... دون الخوض في ديموجرافية المكان اكثر ابانجا مثلها مثل بقية الحارات الشعبية...الكل يعرف الكل لانتمائهم لأصول واحدة لهم كبير يخشاه الجميع.. السيدات يسرن سافرات وحفايا في الحارة الضيقة بل وتسير قلة من الفتيات بقمصان نومهن في الصباح دون خجل... انهم يرتدون الاغطية فقط خارج الحارة... الفارق الوحيد انه لا يوجد في الحارة شيخ او واعظ وان الخجل والشعور بالعار منعدم الا خارجها فقط...للاسباب السابقة لا يدخل عاقل هذه الحارة بمفرده ليلا...الصباح الباكر هو الأكثر امنا والأقل سعرا للمخدرات كذلك... اما الدعارة فليس لها زبائن في الصباح كما هو معلوم....من المضحك ايضا ان التجارة بالداخل تأخذ طابعا مؤسسيا.....هذا ما لاحظته عندما طلبت من البائع قرشا كاملا من الحشيش فنظر الي حذائي الرياضي و هو يهرش في شعر راسه المكوي بالبوتاس المصبوغ بمياه الاكسجين الرخيصة و رد قائلا"اربعين جنيه يا صاحبي...ثانية واحدة اطلع اجيبهولك من عند شركة البرشامة" ضحكت في سري لكلمة شركة... تخيلوا علي الطويل تاجر الحشيش الصغير علي رمال الشاطيء دخل في شراكة مع موظف بحي الجمرك"و"هو تاجر ايضا" و يطلقوا علي مكان البيع شركة.....وقفت بنظرة خالية واشعلت سيجارة انطلق دخانها في سرعة معلنا مقتي الشديد للانتظار..... وبينما انا واقف محلك سر كما يقولون تنامي الي أذني ضحكة خليعة للغاية من امام احدي البيوت...فتاة في بداية العشرينيات ترتدي بنطلون جينز ضيق للغاية وفوقه ارتدت شيئا غريبا هو اشبه بقميص نوم مصنوع خصيصا من اجل البنطلون...يكشف عن اجزاء شاسعة من ظهرها ورقبتها وصدرها اما ذراعيها فكانا عاريين تماما و قد انتشر علي رقبتها بعض من قبلات الحب...فزادتني تقززا....كانت تتصنع الجد وهي تقول بلهجة غريبة.."من وين انتا"طبعا لم تكن تتحدث معي فقد اخبرتكم سلفا ان جسدها ليس للبيع في الصباح كانت تتحدث في هاتفها المحمول...."معك سيارة....اوكي حبيبي متين جنيه" اخرجت سيجارة كليوباترا من تحت شعرها الاشقر المصبوغ واشعلتها "لا لا مو كتير انت مش تبي تنبسط"زفرت الدخان في حنق "سيدي بشر صبايها فلاحين...عالأصل دور"و اطلقت مجددا تلك الضحكة الخليعة..."اوكي...بكرة الساعه 11 عند سان استيفانو بحبج" قالتها في ظفر ووجهها يحمل ابتسامة شيطانية تناقضت مع عيناها الخضراوان..... هي تتحدث مع ثري عربي ءاذن كم هي بلهاء اذا اعتقدت ان هذا الثري يفضل جسدها عن غيرها من الساقطات "و هو منطق شهير عند بعضهن" ربما يفضلها لأنه يعلم انها خادمة ستقوم بأي شيء شاذ من اجله سيستغل جسدها بمجرد 200 جنيه علي الاقل سائقه يتقاضي ثلاث اضعافهم"و هو منطق شهير عندهم"فتاة مثلها تقف في الشارع تدخن و تتفق علي ممارسة الرذيلة دون ان يطرف لها جفن....المعادلة ابسط من الخيال مهنة تتوارثها هي الاكثر ادرارا للدخل من عمل حكومي يتلخص في حضور وانصراف... وبعدها تتسول لكي تستطيع اكمال الشهر.... من يعلم قد يعجب بها أحدهم و قد يتخذها رفبقة او عشيقة و......"أماااااااااااااااااااا" هكذا نادت بصوت غجري في منتصف الشارع.... انفتح "شيش" البلكونة في الدور الاول لتخرج طفلة صغيرة هي قطعا ليست"أما"التي كانت تناديها "أحدفي الطرحة يا بت بسرعة عشان الحق اروح السوق"دخلت الطفلة لتجيب طلبها أما هي فقد القت نظرة خاوية علي و هي تدخل الي مدخل العمارة ثم تعود ومعها شنطة السوق... اخرجت منها معطفا فاخرا يتناقض مع الشنطة ارتدته فخفا كل ما كان عاريا خرجت الطفلة ومعها الطرحة القتها من البلكونة.... التقفت هي الطرحة لتغطي بها شعرها ووجهها...."ستي بتقولك متنسيش تجيبلها الفوار" عدلت من وضع الايشارب قليلا لتخفي خصلات شعرها ..... وما أن أستقر الايشارب كما أرادت اختفت نظرتها الشيطانية السابقة ..و حل محلها نظرة هي مزيج من الملائكية و التعب و قلة النوم و سارت بخطوات هادئة نحو بداية الحارة.... أقترن هذا بصوت ال"ديلر" وهو يناولني سيلوفانة هي ليست باي حال من الاحوال قرشا"ميغركش منظره... بس و النعمة حتشربه و حتجيلي بليل....ايدك بقي عل الفلوس يا زميل"

Wednesday, December 12, 2007

ثقافة الاختلاف

المشهد الاول
"انا ضد تطبيق الحدود"
ما جري في غرفة العشيرة هذا اليوم حدث استثنائي دونما ادني شك..بعد سنين طويلة من الحديث في رنات الموبايل ..او اغاني السمر او الميزانية او صراعنا الضاري مع اتحاد طلاب امن الدولة او حتي الخشب والحبال تحدثنا في السياسة..حين يتحدث احد معي في السياسة اشعر بنشوة مابعدها نشوة هذا علي الاقل يثبت ان هناك من يفكر قليلا في شيء بعيد عن التنانير الضيقة والباديهات او المخدرات و الخمراو حتي عن النقاش السياسي الاجوف عن النظام السياسي المصري بطريقة (ربنا ياخد العجوز..آميييين)و بغض النظر عن الطريقة لتي دار بها الحديث من هجوم شخصي علي من قلة من اصدقائي الا انني اعتبرها نيران صديقة..لست اضع نفسي في موقف كبش الفداء و لكنني اعلم ان ندرة التحدث و ندرة النقاش في موضوع كهذا كان من الممكن ان يؤدي الي عواقب اسوا..البداية هزيلة كالعادة لا اعلم ما الذي اقحمني في حوار ما دفعني الي قول الجملة النصية أعلاه ..الجملة كنت اقولها لانتيمي الذي يعلم جيدا توجهاتي السياسية العلمانية..و كالعادة قاطعني بيده مشوحا بيده اليمني معترضا يعني ايه انت ضد شرع ربنا ؟
الاجابة يا من تقرأ ايا كانت هويتك..لست ضد الاسلام ولست خارجه انني مازلت علي الملة مازلت مؤمنا بالاسلام الوسطي المعتدل..الاسلام الذي لا يعادي الكتابيين ولا يفرض سلطة لأحد علي حرية شخصية ايا كانت..الاسلام الذي يتيح حرية اعتناقه..ولا يمنح في ذات الوقت معتنقه حق التكفير..الاسلام الذي يؤمن بالفن الهادف ولا يعني هذا ان الفن الهادف هو قناة اقرأ او المجد او العفاسي و كل القنوات التي تحاول تصدير الفكر الوهابي الرجعي الينا بدعوة الوصاية..الاسلام الذي يؤمن بالاقتصاد الحر و لا يتهم البنوك زورا بالربا..الاسلام الذي يعترف بان الامريكيين المدنيين في الحادي عشر من سبتمبر هم ضحايا الارهاب السعودي لا قتلي مجرد قتلي والذي يعترف بان اموالهم حرمة لا غنيمة..اقول هذا ايها القاريء وانا اكثر من يبصقون علي السياسة الخارجية الامريكية و انا اكثر من يكره المحافظيين الجدد في البيت الابيض في تلك الحجرة التي دار فيها الحديث..!.اذن
ما سر رفضي لتطبيق الحدود كقطع يد السارق..وجلد الزاني غير المحصن و رمي الشاذ من فوق جبل
الاجابة ببساطة ان الدولة الدينية بقيادة المصطفي اشرف الخلق اجمعين قد انتهت لمن لا يعلم..و لمن لا يعلم ايضا فان الخلافة الاسلامية انتهت في عهد كمال اتاتورك في تركيا وحلت محلها العلمانية التركية ..التي أخذت بتركيا الي عالم اوروبا الصناعي التقدمي مع العلم ان الاتراك لم يتخلوا عن دينهم الفارق الوحيد ان الاسلام اصبح في المسجد واصبحت السياسة في البرلمان بحماية الجيش الحامي الاول للعلمانية هناك..و
في الدول الاسلاميةمثل مصر اتجهت الدولة للقوانين الوضعية المدنية "الدستور"وعلي استحياء شديد دخل التشريع الاسلامي في قوانين خاصة كالمواريث و قوانين الاحوال الشخصية اما بقية الدستور فاتحدي ان يجمع شخصان علي ان هذا الدستور يحمل روح الشريعة او ان يحمل العلمانية..الدولة الدينية انتهت و لن تقوم و بالتالي لا مجال للتحدث عن تطبيق الشريعة..و هذا لا يعني انني ضد الاسلام ولا يعني انني ارفض القرآن و لكن ان تتحدث عن دولة مدنية لكل فرد فيها حقوقه وعليه واجباته دون النظر الي دينه شيء وان تتحدث عن الايمان و عن اركان الاسلام الخمسة"الخمسة فقط "شيئ اخر
ولا اظن ان اركان الاسلام الخمسة تتضمن الايمان بقطع يد السارق و بأن الفن حرام او حتي ان اطلاق اللحية وتقصير السروال هي أمور من صميم الاسلام أو حتي من قشوره..الرسول طبق الحدود في عهده لحكمة اقتضاها عصره حيث لا يوجد سجون مدنية كالحالية وبالتالي كان قطع يد السارق درئا لرذيلة السرقة و كان لرجم الزاني ابلغ الاثر في نفس من تسول له شهوته العبث في زمن كان الزواج فيه لا يكلف الشاب سوي خيمة وكلمة شفهية تقتضي انه سيقبل فلانة زوجة له0
علي أن الدستور المصري علي ما ذكرناه من تناقض يحمل الاخطر..ففي المادة الثانية يذكر ان التشريع الاسلامي هو المصدر والماسورة الام للدستورثم نجد ان الدستور يتيح حرية الاعتقاد..كيف تشرع اذن لمن لا يعتنقونه هل ستصدر الدولة ملحقا خاصا للاقباط...و هنا جدير بالذكر ان عيوب الدستور هنا سببها الحكومات المتعاقبة ايام الملك"طبعا"و حكومات الثورة التي تفتقد الخبرة السياسية اللازمة.وهنا
تفاجات باصوات اعتراض صاخبة و هادئة ..هي نفس اصوات الاعتراض التي اسمعها حين اظهر مقتي و غضبي للحزب الجمهوري الامريكي و انا احمل كل احترام وتقدير للحضارة الامريكية القائمة علي احترام حقوق الفرد في الاعتناق وحرية الابداع والتفكير..ولكن ماذا تقول لآذان اعتادت ان تسمع صوت واحد و تري رؤي واحدة في دولة يندر ان تجد فيها من يناصر ثقافة الاختلاف؟
المشهد الثاني
"انا ضد قيام الدولة الدينية من الاساس"
علي الرغم من سعادتي بالحديث الا انني شردت في موضوع آخر تماماو هو مجانية التعليم مجانية التعليم في مصر تعني ان لا تدفع ثمن تعليما لا يقدم لك شيئا علي الاطلاق..هذا ملاحظته في العيون الغاضبة والحناجر التي تطالبني بالصمت لكيلا أقول رأيي متعللة بأن"الموضوع مفهوش رأيي"وبأنني علي وشك الالحاد ..حين تحدثت عن الدولة الاسلامية الاصولية التي يتهلل كل من في الحجرة لقيامها ضربت مثلا بالسعودية اكبر دولة أصولية في العالم..المثل كان هدفه توضيح ممارسات لجنة"الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"بدعوي تطبيق الشريعة تعالوا نراجع معا ما فعلته اللجنة الفاشية حديثا قامت المحكمة السعودية بتبرئة اللجنة من تهمة قتل سائق بنجالي كان يغسل تاكسيا وقت صلاة المغرب...الواقعة الثانية كانت فتاة القطيف"الشيعية"التي حكم عليها بالجلد 200 جلدة بعد ان تم أغتصابها 14 مرة علي يد 7 شبان بتهمة التحدث لوسائل الاعلام..لا اتحدث من دماغي الواقعة الاولي ذكرتها المصري اليوم بتاريخ10/120و الثانية بتاريخ 2/12 في جريدة صوت الامة و الواقعتان مثار جدل شديد من المنظمات الحقوقية الدولية و هو ألامر الذي زاد من تعميق الكراهية لدي غير المسلمين فعن أي دولة اصولية تتحدثون؟ و السؤال هل نجحت السعودية في تطبيق الشريعة كلا البتة..لدي أصدقاء عدة في السعودية يحتسون الخمور الفاخرة في منازلهم..يضاجعون خادمات فليبنيات في بيوتهم أيضا..ولا يذهبون الي المساجد وان ادوا الصلاة"و هم قلة"ادوها في المنازل لانهم يكرهون خطباء المساجد من طراز"عذاب القبر..الثعبان الاقرع"ناهيك عن كره السعوديين الشهير للمصريين و أصدقائي هؤلاء ليسوا قصة مختلقة..انهم من طلبة التحويلات الموجودين بيننا في الكلية..و هم الاضعف علميا عن نظرائهم..علي الرغم من انهم نظريا من اوائل الشهادات الثانوية هناك..هنا اعترضت صديقة علي السعودية كمثال وقالت ان الدولة الدينية التي تتحدث هي عنها تقصد بها دولة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه الذي قال"ان عثرت دابة في العراق لسأل عنها عمر"عمر الذي كان يجول في الاسواق وبين البيوت ليلا ليتفقد احوال الرعية عمر الذي كان ينام في الشارع وسط رعيته فسألتها "و هل توافقين ان يتلصص عليك احد وانت في غرفتك ؟"وهل ستحترمين رئيس دولتك اذا وجدتيه نائما في الشارع مع الباعة الجائلين والمتشردين؟
و هنا سكتت شهرزاد عن الهجوم و اشاحت بوجهها بعيدا..و مرة أخري أؤكد ليس معني ما سردته انني مع شرب الخمور ولا مع الزنا ..ولا انني اسخر من سيدنا عمر الذي احتفظ بكتاب عبقرية عمر له في صدارة مكتبتي..و لكن كما قلنا لكل عصر مقتضياته ولكل دولة ادواتها في الحكم فان كنت محاربا فلا يعقل ان تحارب عدوك بالسيف في وقت يستخدم فيه القنبلة النووية..فما بالك بمن يدعو لاقامة دولة دينية اصولية في وقت يتحدث فيه العالم عن الحريات المتدنية في العالم العربي و في الوقت الذي يتعرض له الاسلام لاعتي الهجمات في تاريخه من المنظمات الصهيونية المسيحية في اوروبا وامريكا..والي هنا فأنني اعلن دون خوف اذا كان الاسلام الذين تدعون عليه هو اطلاق لحيتي وتقصير بنطلوني وان اكون عبدا لمجموعة من فقهاء السلاطين السلفيين..وان الاسلام هو ان يقوم احد بفرض وصايا علي ما اقرا وما اكتب و ما اشاهد..وان الاقباط مواطنون من الدرجة الثانية ويجب عليهم دفع الجزية..و بان اولويات حكومتكم المزعومة هي ان تدفعني للمسجد وقت الصلاة بدلا من رفع ميزانية البحث العلمي..و ان كان واجب الاسلام هو الاصطدام بكل الافكار التي جاءت من خارجه وليست من داخله بدلا من التحاور المتحضر معها..و ان من يتبع الاسلام عليه ان يعمي عينيه وان يسلم عقله لمجموعة تعتقد انها تحكم بالحق الالهي انا بريء من هذا الاسلام ولا انتمي اليه باي صورة من الصور و ساظل معتزا باسلامي الوسطي الذي يتيح لي اعمال عقلي وان استوعب اختلاف غيري في الدين والثقافة واللون..ولا يعني هذا انني سأدير لكم ظهري لتجلدوه ولا اسلمكم عقلي لتسلبوه...وللحديث بقية..

Friday, November 16, 2007

تاكسي السهرة

اقل جرعة قد يكون هذا المعتوه الذي يقود بجانبي تناولها هي ربع زبيب ..هكذا قلت محدثا نفسي و انا في طريقي للمنزل مستقلا تاكسي الاسكندرية الشهير-اصفر في اسود-كان هذا منذ ايام قليلة للغاية حين انعقد مؤتمر الحزب الغاشم الحزب الوطني ولان الطريق كان مزدحما بفعل العطلة لا الحزب كان لا مفر من التحدث في البداية استهل حديثه بالبلد اللي حالها واقف كعادة بني جنسه ثم اللي واكلين البلد والعة و عن الرئيس اللي رجله والقبر ثم....قال شيئا غريبا الريس شبع ومبيخدش حاجة لنفسه وان -ما معناه-السرقة اللي شغالة في البلد دي من اللي حواليه الحاشية الملكية الموقرة قلت له ببساطة ان المهم ان السرقة موجودة وان البلد راجعة لورا من غير ماتدي اشارة-عشان يفهم-فافجعني بان الريس لما يبقي هو اس البلاء احسن من الللي حواليه اندهشت متسائلا ازاي؟ قالي الريس كان بيعمل مشروعات زي توشكي والشيخ زايد واللي قبله عمل السد العالي اما دلوقتي فاخرنا نفرح لما يسفلتوا الشارع وبعديها بشهرين يجوا يسفلتوه تاني عشان يسمسروا من تمن السفلتة00قلتله االلي بني السد العالي كان ديكتاتور بيرمي الناس في السجن وورط البلد في النكسة قاللي اصل انت -لا مؤخاذة-ابن امبارح مشفتش يابيه لو كان ناصر مش موجود كان زماني متعلمتش انا بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة دا غير ان النكسة سببها عبد الحكيم عامر و بعدين ناصر ايد نضيفة الواحد كان بيسلم عليه عند قهوة خفاجي من غير حرس ولا دياولوقلت له ايه رايك في الاخوان؟ قالي ولاد حلال عايزين يحكموا بالحق ابتسمت وقد اصبت كبد الهدف مسارعا بالسؤال طب ايه رايك ان عبد الناصر كان بيعتقلهم و حكم علي ناس فيهم بالاعدام؟ رد و قد استشاط غضبا لأنهم قلوا ادبهم عليه ده برضه يا بيه ده رئيس دولة برضه
قلت له طب مالاخوان يتسجنوا وبيتحاكموا محاكمة عسكري دلوقتي؟ رد في جهل مش احسن ما يعتقلهم القضاء بتاعنا شريف و نظيف
و بعدين انت بتحبهم اوي للدرجة دي امال السيجارة اللي في ايدك دي بتعمل ايه؟ افهمته و افحمته انني لا اطيق الاخوان مطلقا مما اثار استياؤه وعلي الرغم من الشهادة الجامعية الناصرية التي افتخر منذ قليل بحصوله عليها فقد نظر لي في ريبة قائلا وحد الله رديت في مصرية خالصة:لا اله الا الله انت فاكرني مسيحي و اطلقت ضحكة ساخرة اثارت مزيدا من استياؤه و بعدين حتي لو مسيحي يا سيدي ده ما يمنعش ان احنا مصريين ..رد متظاهرا بالعزة :لكم دينكم ولي دين قلت له ده يخلينا نسيب كل واحد يعبد اللي هو عايزه و نركز في البلد اللي راجعه ورا زي مابتقول..قالي اصلهم واكلين البلد انت مرحتش شارع فرنسا بلاش انزل رشدي و زيزينيا ..قلت له يا عم عارف معظم محلات الدهب بتاعتهم لكن هما ذنبهم ايه..قالي الفلوس دي حقنا ده كفاية ان احنا مقعدينهم وسطنا ..هنا انا الذي اثير استياؤه لا السائق..و كنت قد اقتربت من المنزل فقلت له علي جنب يا اسطي.0

Tuesday, October 9, 2007

رجل العائلة

الهدوء....كلمة كان يحلم بها من سنين يحلم بها من وسط صرخات زوجته التي لا تتوقف عايزة فستان صحبتي فلانة لابسة من عند جوتشي علانة جوزها اشترالها جزمة (جبانا)في عيد ميلادها وكأنه امبراطور نفط كزوج الاولي او موظف مرتشي كزوج الثانية ذلك الوغد السمين..المهم انه حقق مراده وحصل علي الهدوء انه لم يطلقها بالطبع كما سيتوهم البعض..لا لأنه مغرم صبابة ولكنها ام اولاده و -عشرة عمر-كذلك لم يحصل علي اجازته التي يحلم بها منذ ان انجب..دائما يحلم بالسفر الي تركيا مكان هاديء يستطيع الجلوس فيه بمفرده يقرأ الجريدة الصباحية بهدوء يستمتع بالهواء العليل بدون ازعاج و"واء"ابنه الاصغر الذي لا يحلو له التبول الا في الاماكن العامة..انه يجلس بمفرده بعد ان ودعه الجميع وانطلقوا الي مطروح ..تتسألون حتما لماذا لم يذهب معهم..الواقع ايها السادة انهم لم يكونوا ليذهبوا لولا الاوفر تيم الذي سيحصل علي منحة خاصة بسببه..اينعم انه يبذل مجهودا مضاعفا هذه الايام الا ان جلوسه في البيت كالايام الخوالي لا يقدر بثمن ايضا..ناهيك عن فضيلة عدم الاستماع الي شخير زوجته المسائي تلك المخادعة التي لم تخبره انها تجيد العزف"كونشرتو"بانفها حين تزوجها حينها كانت تشدو مثل صباح و كان قوامها ملائكي مثل سعاد حسني الان صوتها اقرب ليوسف داوود و قوامها ينافس الثلاجة الايديال التي تحتل مكانا مميزا في الصالة..الان يخرج للعمل في الثامنة ويعود للمنزل في التاسعة يطهو لنفسه قليلا ويشاهد التلفاز ثم يقرا وبعدها يخلد لنوم دون منغصات و دون "الحق ابنك سخن"او "انزل اشتري بامبرز"او ان ياتي ابنه الكبير ليطالبه بالرجس"المصروف"فضلا عن المقطوعة الأنفية التي شرحناها سابقا..ناهيك عن واجب يوم الخميس ..تذكر الدموع في عينين ابنته الصغيرة وهو يودعهم عند السوبر جيت..انها حقا تفتقده لا لانه سيوحشها و لكن حتما لانها لن تجد ذلك الاحمق..الذي تمتطيه كالحمار حين ترغب باللعب..لماذا لايذهب لتركيا كما يريد في نصف العام حيث الهواء و الهدوء و التسوق و "المزز"كما اخبره صديقه عبد المتجلي الاعزب الذي يحسده يشدة هذه الايام..انه لا ينكر ابدا الملل الذي يعيشه هذه الايام و لكنه يحاول الاستمتاع بلحظات قد لا تتكرر حين تعود العائلة فبدلا من غناء ام كلثوم الذي يسمعه سيسمع معلقات زوجته حين تردح للجيران بدلا من قراءة رواية تولستوي سيقرا لابنته درس "سعفان الكسلان"في كتاب القراءة ولا مانع من حل واجب الحساب ايضا..و لكنه افتقدهم بشدة هو لا يحاول اخفاء ذلك صحيح ان رائحة الشقة خلت من البصل والبهارات اثر تقاليع زوجته في فن التسبيك الا انه يفتقدهم جميعا و هو يعلم انهم علي وصول لذلك حاول الاستمتاع بذلك الهدوء المؤقت و حين دق جرس الباب و سمع بكاء الصغير اتجه بسرعة الي الصالة و بينما وهو في طريقه لمح صورة قديمة له و هو اعزب علي الحائط فتمتم في سخرية "وداعا للعزوبية "و نظر الي الصورة المقابلة علي الحائط المقابل وهي صورة قديمة ايضا ليوم عرسه هو و تلك الحسناء آنذاك وقال "يا أهلا بالمعارك"و عندما فتح الباب و نظر الي وجوههم لم ينطق سوي بجملة واحدة "وحشتوني اوي يا ولاد الكلب"

Friday, October 5, 2007

وردة شاهد القبر

عندما جلس امام شاهد القبر كان يشعر بانه ليس هو..جرعة كبيرة من الحزن بدت علي وجهه لم يكن يتخيل ان يكون هذا مكانها ابدا
لم يكن يتخيل يوما ان يواريها التراب وتستقر اسفله بعد ان كانت ملء سمعه و بصره..هكذا ودون مقدمات صارت ذكري ..صارت اثرا بعد عين ..شريط طويل من الذكريات يمر امام عينيه كم كان يحبها نظر الي الوردة التي وضعها امام القبر كم كانت الوردة تشبهها الان..نضرة جميلة صغيرة..تري هل تراه الان ..انه يعتقد في هذا منذ الصغر..تري هل تغفر له.."قديما قالوا العند يورث الكفر"وهي عاندته و كفرت بطموحه واحلامه..العند يورث الكفر وهي لم تحتمل عمليته الزائدة وحذرته مئات المرات..العند يورث الكفرو هي كفرت باحلامه التي لم تستطع مجاراته فيها ..العند يورث الكفر و نتيجة لهذا تخلت عن حبه او بمعني ادق اتخذت مسارا مختلفا..و هو لا يغير مساره ابدا هذه هي قاعته الاولي وهو لا يخل بقواعده ابدا..العند يورث الكفر وهو كفر بحبه لها كفر بانتمائها اليه ولكن..لا شيء يستطيع هزيمته..لا احد يفرض عليه اسلوبه..و لهذا حدث ما حدث."نعم لم اكن مخطئا"هكذا قال لنفسه و هو ينظر الي الوردة التي ذبلت امام القبر ..وما ان استقرت تلك العقيدة الجديدة في رأسه حتي نهض بسرعة واختفت تلك المسحة الحزينة من علي وجهه..وحلت محلها نظرة حديدية..وضع يديه في معطفه "الماكينتوش"و تحسس مسدسه الكولت الذي يقبع بداخل جيب المعطف و بينما هو يمشي الهويني علي طريق العودة القي نظرة طويلة علي مشهد لعاشقين مراهقين استغرقا في الحب..اطلق بعدها ضحكة طويلة مجلجلة ساخرة ابتلعهتها سماء المدينة..

Monday, October 1, 2007

العادة السرية

قدح من القهوة قاتم..سيجارة كليوباترا مهترءة ..الشمس تتخلل الستارة البيضاء00وصباح جديد في السيالة ..الصيف ساخن للغاية ولا ينقذني منه سوي كلاسيكيات دين مارتن و كيني روجرز ..اعبث قليلا بفروة راسي الخشنة..و اطالع احد الصحف المستقلة المفضلة .
هذا عاطف حزين يكتب ان الصحافة في مصر اصبحت مثل العادة السرية لا يجني من وراءها كاتبها سوي المتاعب فقط (الف مليون لعنة(
هي كلمة القبطان الشهيرة في تان تان لماذا نقارن انفسنا بالعالم نحن جلدة وهو اخري في الولايات المتحدة نواب تستقبل و وزراء يتركون مناصبهم بسبب تحقيقات من الواشنطن بوست او النيويورك تايمز هنا في العالم العربي الذي يؤسفني الغرق في تيار قوميته الوزير يلصق مؤخرته الممتلئة بكرسي الوزارة بالكولا الياباني أوهو ..ان العادة السرية المصرية في ممارسة الصحافة بدأت مع النظام الشمولي ايام عبد الناصر حين أمم الصحف و تصاعدت وتيرتها مع حكم مبارك الذي أطلق العنان لحرية الصحافة في اتجاهين حرية سب النخبة السياسية من يساريين و ليبراليين و اخوان من قبل الصحف القومية وحرية نشر الصحافة الصفراء من اخبار عن زيادة صدر هيفاء وهبي بعد عملية تجميل و قصر تنانير روبي في كليبها الاخير تلك هي ازهي عصور ديمقراطية الصحافة ..ميثاق الشرف الصحفي في خبر كان مرفوع علي اسنة رماح الامن مثل اخواتها النقابات و الجمعيات الاهلية والمنظمات الحقوقية..ألف مليون لعنة مجددا علي الصحافة التي تركت بناتها تنتهك اعراضهم أيام الحر في ش عبد الخالق ثروت..و وسط هذا وفي الخفاء العلني -و هو مصطلح جديد-يحاول الاخوان تمرير برنامج لحزب جديد دون شعارات دينية أحد الظرفاء في ذات الجريدة اطلق نكتة انهم سيطلقون شعار جديد "اللي بالي بالك هو الحل"نحن لم نسلم من حكم العسكر بعد لكي نقع في حكم جديد يحاول رسم صورة جديدة للفاتيكان ايام محاكم التفتيش في العصور الوسطي و لكن بصيغة اسلامية..ألف مليون لعنة علي الاصوليين مجددا والف مليون لعنة علي قراءة الجرائد في الصباح مع القهوة لا يجوز ان افعل ذلك مجددا هذا يسمي"دوبل ريسك" اي مخاطرة مضاعفة قلبت قدح القهوة ..أطفات السيجارة الكليوباتراوفتحت الستائر وخرجت الي السيالة لا الوي علي شيء

Saturday, September 22, 2007

عبد الجبار




الحمد لله خبطنا


تحت بطاطنا


يا محلا رجعه ظباطنا


من خط النار


يا اهل مصر المحميه


بالحراميه


الفول كتير والطعميه


والبر عمار


والعيشه معدن واهي ماشيه


اخر اشيا


مادام جنابه والحاشيه


بكروش وكتار


ح تقول لى سينا وما سينا شي


ما تدوشناشي


ما ستميت اوتوبيس ماشى


شاحنين انفار


ايه يعني لما يموت مليون


او كل الكون


العمر اصلا مش مضمون


والناس اعمار


الحمدلله وأهي


ظاطت


والبيه حاطط


في كل حته


مدير ظابط


وإن شالله


حمار


ايه يعني فى العقبه جرينا


ولا ف سينا


هى الهزيمه تنسينا


اننا احرار


ايه يعني شعب ف ليل ذلة


ضايع كله


دا كفاية بس اما تقول له


احنا الثوار


الحمد الله ولا حولا


مصر الدوله


غرقانة فى الكدب علاوله


والشعب احتار


وكفايه اسيادنا البعدا


عايشين سعدا


بفضل ناس تملا المعده


وتقول اشعار


اشعار تمجد وتماين


حتى الخاين


وان شا الله يخربها مداين


عبد الجبار

Thursday, September 20, 2007

عبد المسيح


كنا نجلس كالعادة علي فلفلة بحري ندخن المعسل بشراهة واشتد النقاش(لا الاخوان حاجة و حزب العدالة حاجة انت بتفهم برضه عيب عليك)هكذا قالها بحنان ابوي بالغ من خلف نظارته السميكة الفوتو براون والعرق يغمر راسه وكالعادة اقترب (دربالة)وكان صديق لي لا يهتم بما نقول ولكن اخبرنا بان صوتنا علي وان عشرة الدومنا (كما ينطقها)ستضيع..هذا هو الاستاذ سيد ملاك عبد المسيح مدرس اول الفيزياء باحدي المدارس المرموقة..الحكومية طبعا ..الرجل العلماني المنحدر من اصول ارثوزوكسية..كان مدرسي منذ اعوام عديدة وتحولت العلاقة من مدرس الفيزياء العلامة الذي يعطي لطالبه السجائر في استراحة الدرس الي الاخ الاكبر الذي ساندك حين فشلت اول قصة حب لك في مستهل حياتك الجامعية..ثم تحول الي صديقك ونديمك في سهرات الخميس التي تقضيها بمنزله بالسيالة..وجهه يحمل بساطة و تسامح الاقباط و كانه تمثال من كنيسة..و حزن شديد لا يعرفه الا المقربون..والذين افخر ان اكون منهم..يغوص في حب مصر بقلبه تماما و يفرح كطفل صغير حين ينتصر المنتخب المصري و مع اي انجاز مصري لابد ان تلاحظ قطرة من الدمع في طرف اجفانه..و الحزن (وهذا سر بيني وبينكم)يعود الي زوجته التي هجرته منذ نحو عشرة اعوام حين رفض الهروب الي الخارج كعادة المتفوقين و الاثرياء من المصريين اولا والاقباط ثانيا..ولكنه احتمل بصلابة احسده عليها وكفكف دمعه ووضع كل طاقته في العمل و في تربية ابنته الجميلة(ماريان)التي انهت دراستها و سرعان ما تزوجت وسافرت الي امريكا حيث بلاد الاحلام الكبيرة..هكذا لم يعد لديه احد باستثناء اصدقاء قلائل في المدرسة و صديق او اثنين في محل سكنه كنت انا واحد منهم كنت اتعمد اغاظة مولانا(هل تذكرونه)حين يراني اسلم علي ابو سمرة(وهذا اسم التدليل)و لا اعيره اهتماما كان كثيرا ما يأتي ليخبرني بان عدوك عدو دينك ولن ترضي عنك اليهود والنصاري حتي تتبع ملتهم..المرء علي دين خليله..و لكن اقولها بفخر انا يا سادة ليبرالييييييييي..فيرد هو بعجرفة استغفر الله...كانت فلفلة بحري تجمعنا دوما لنتناقش في السياسة وفي كل شيء حتي الجنس و القباحة .
ذات يوم كنت اجلس في انتظاره ولم اجده وعدت بخفي حنين الي المنزل لاحظت وجود مولانا في الشارع هو وشرذمة من الملتحين(الذين كان بعضهم مدمنا سابقا)باسفل عمارة ابو سمرة..متسلحين بجنازير و عصي و مواد كاوية(لزوم الدعوة)وما أن راني مولانا حتي صاح في وجهي و الرذاذ يفور من شدقيه..(عاجبك اللي عمله الكافر صاحبك..شتم النبي بيتمسخروا علينا يا دكتور يا محترم)لم اصدق حرفا واحدا بالطبع و حاولت اقناعه بتركه لحاله (فمن اذي ذمي فالنبي خصيمه يوم القيامة)ولكن هيهات عدت الي الشقة التي اسكنها و اجريت عشرات الاتصالات باصدقائي لكي نجد حلا ولكن الكل كان غاضبا او خائفا من الصيع) الرابضون اسفل العمارة )ثلاثة ايام كاملة و(الغلبان لا يستطيع الخروج )و طعامه يصله بالسبت من الدور الذي يعلوه من سيدة سيكون لها قصة وحكاية اخري..و اخيرا وبعد ليال طوال وبعدما فشل البربر في اقامة الحد عليه.. و بعدما هدء الموقف(و كان السبب مسرحية الكنيسة في محرم بك) جمعتنا احدي السهرات كانت ليلة خاصة جدا..احضر هو تورتة من عند كلاسيك و زجاجة (جاك دانيالز)كانت هذه الليلة هي اخر عهدي بالشراب..بعدما فرغت نصف الزجاجة كنا نتحدث بحماسة
_انا نفسي ابطل الهبابة دي
_عشان حرام ولا عشان انت عايز تبطلها
_مش عارف والله يابو سمرة بس حاسس انها جايبالي الفقر
_طب بتشربها ليه
_عشان ابقي مبسوط
_في سبعتلاف حاجة ممكن تبسطك غيرها
_و ساعات عشان ببقي مخنوق
_اوعي تشرب وانت مخنوق..حتتخنق اكتر بقولك ايه بلاش تزعل نفسك كده تعالي نتفرج امانشوف عمرو اديب جايب مين
ظللنا نشاهد التلفاز حتي الرابعة صباحا حتي انتهينا من الزجاجة اشعلنا المارلبورو الاحمر وهو يتحدث معي برفق
-ايه يا دكتور لساك زعلان
-لا يا عم انا مخنوق من حاجات تانية خالص
-ايه
-الكلية زفت حاسس ان مليش مستقبل
- اووه انت لساك علي الحال ده
-اه لسه حوار امريكا ده معشش في دماغي
اشاح بوجهه بعيدا و استغرقته الذكريات ..ذكريات ماريان ابنته الوحيدة لاحظت هذا علي وجهه فغيرت دفة الحديث
-الا قولي عملولك ايه في المدرسة
-ضحك قليلاوقال اعتبروها اجازة عارضة
ثم تابع-اما تحب تبطل حاجة بطلها عشان اقتناعك بكده مش عشان نظرة الناس ليك
-انا مقتنع خلاص انا لازم ابطل انا مبحبش حاجة تتحكم فيا
-و الحشيش
انفجرنا في الضحك و تذكرت خاطر غريب
-انت بتعمل ايه لما بتبقي مخنوق
-بصلي قدام الصليب
-انا مخنوق دلوقتي اعمل ايه
-مينفعش تصلي انت دلوقتي
-ليه
-انت ناسي (لا تقربوا الصلاة وانتم سكاري)
قالها وحمل وجهه ابتسامة اب مشفق اما انا فعدت اضحك من جديد .

Friday, September 14, 2007

مولانا

كان هادئا للغاية بجلبابه الناصع البياض و زبيبة الصلاة الداكنة في راسه مجرد شاب عادي كالالف غيره من المتدينين البنطلون الشرعي فوق وتر اخيل السواك الذي لا يفارق يده و الاهازيج التي يرددها و هو سائر حين ينتهي من ترديد القران الكريم
الاستشهاد باحاديث وايات قرانية كثيرة..الابتسام حين يتحدث معه كبير خجلا..كان الكل يعمل له الف حساب الجميع يستأمنه علي اسرار دقيقة للغاية..وبعضهم يستشيره في امور بيته الداخلية ك(زوجتي ترفض معاشرتي)فيرد هو ببساطة ان له الحق الشرعي في تاديبها جسديا يرجع الرجل فتسمع صريخ زوجته في الشارع يبتسم الجميع لامتثاله لاوامر سيدنا الشيخ وكيف لا الا تسمعون صوته في الصلاة ونحيبه الذي يكاد يصل الي قدميه في دعاء الجمعة..و يحكي عن سقطته التاريخية(والتي لا يرويها الا العلمانيون الزنادقة المهرطقين كما يراهم دائما)حين اتت ميمي وميمي لمن لا يعرفها واسمها الحقيقي منال هي عاهرة صغيرة السن من عاهرات السيالة والتي هربت مع الشيكا صبي ارزقي يعيش في وكر صغير مع المدنيين والقوادين في السيالة ايضا سيطر عليها بالمستحضر السحري البيسة فادمنت كلاهما البيسة والشيكا هربت معه وعادت مومس وام لطفل سالته عن طريقة لدفع الصدقه اجابها بمنتهي القسوة وهو ينظر للارض(فالاولي لك والثانية عليك)من مثلك لا صدقة له..و فوجيء الجميع في المساء بصرخات الشيكا المخمور وهو يمسك ميمي التي انتحرت بعد قطع شرايين المعصم..ومما جعل الامر يزداد سوءا رفض (سيدنا الشيخ الذي لم يري الازهر بعينه في حياته)الصلاة عليها بل و حذر الجميع من الصلاة عليها باعتبارها كافرة مومس مما جعل الشيكا ولاول مرة في حياته ينهض و يستحم و يضع جثتها في الشارع منتصف السيالة و ينادي في الجميع للصلاة عليها ورفض معظم الاهالي البسطاء والجهلاء في آن واحد و بعد صلاة الجمعة كان جميع اهالي السيالة امام مفاجأة من العيار الثقيل ..بعض طلبة المدارس الثانوي ..طلبة الجامعة الفقراء بعض العلمانيين (اعداء سيدنا الشيخ)والادهي من ذلك بعض اصدقاء الشيكا المدمنين و القوادين و المشعوذين و الشحاذين باختصار كان مشهدا لا يمكن ان ينساه الاهالي التحام فريد من نوعه و السبب جثة .. جثة غانية كانت علي وشك التوبة فاسلمت عقلها الي مهووس متشدد لم يعرف في حياته عن الاسلام سوي القشور كالمسبحة والجلباب وفي تمام الثالثة وقف الشيكا بصوت شديد الحزن يصلي بها الجنازة بعد ان اخبره بها درويش العجوز صاحب محل الفلافل(سرا)ولان هذا كان تحديا صارخا لمشيئة الشيخ..لا يمكن وصف شعور الشيكا وهو ينطق بصوته الاجش ولاول مرة تقريبا في حياته بالقرآن والاهالي الذين سلبهم الشيخ عقولهم
وهم يسبون الجميع و يلقون بالماء الآسن و بواقي الخضار من فوق العشش علي المصلين الذين انتحبوا..و الشيكا يرفع صوته بحرقة قائلا:يا ايها النفس المطمئنة ارجعي ال ربك راضية مرضية) ولا حول ولا قوة الا بالله

Thursday, September 13, 2007

عبد المولي

جميلة ولكن ناعمة كالافعي هكذا حاول ان يقنع نفسه مرارا ومرارا حسنا سيفعل كما اراد دائما
(اسمعي كويس يا بنت الناس)هكذا قالها بكل قوة ردت هي بنعومة اشبه بالفحيح
اسمع ايه -
-انت طريقتك مش عاجباني
انهي طريقة-
خروج كتير و معارف بالهبل و الصراحة كده انا بكسف اخدك معايا في حتة -
ردت من وسط دموعها التماسيحية-لا انت اللي مبقتش تحبني زي الاول
يالله-انها كما يقولون تماما ما أن يواجهها حتي تبدأ هرمونات الانوثة في عملها وهي تعلم انه ضعيف جدا امام الدموع
و لكن هيهات لقد عقد العزم علي ان تصير كلمته هي العليا اليوم -
وان لم توافق فعليها ان تحتمل سيطردها من حياته نهائيا و يسترجع كرامته وحريته المسلوبة منذ فترة
مش حقولك الكلام ده تاني دي اخر مرة-
-انت شكلك اتجننت-انا كان عندي احساس بكده احب اقولك انك جاي انهاردة تثبت انك راجل مجرد نسخة غبية تانية من الالاف اللي بشوفهم
لم يعرف ساعتها ماذا يفعل ان الامور ليست كما كان متوقع من صديقه عبد المولي الذي اقنعه بان ما سيفعله
صواب وعين العقل واقتنع هو بعد ستة احجرة معسل كاملة0
انا مسمحلكيش يا000000
احب اقولك اني زهقت منك ومن تخلفك حتي الحجاب اللي انت ملبسهولي عافية احب اقولك اني حاقلعه .
انا بحذرك انتي 000000
قالتها وخلعت الحجاب بمنتهي السرعة والقته علي وجهه صائحة :انا ارتبطت علي فكرة ودي كانت اخر فرصة ..ان احنا نبقي صحاب علي الاقل ابقي خلي عبد المولي ينفعك.
فوجيء الجميع بذلك و لكنه رفع عقيرته داخل الكافيه-ايه يا خوانا كل واحد يخليه في حاله...الله يخربيتك يا عبد المولي

Friday, September 7, 2007

عريس الدولة



عريس الدولة
مبروك يا عريسنا
يابو شنة ورنة
يا وخدنا وراثة
اطلب واتمني
و اخرج من جنة
اطلع علي جنة
مش فارقة معانا
و لا تاعبة قلوبنا
ولا هارية بدنا
ولا فاقعة بضانا
مش كارهينك
لكن هارشينك حتكمل دينك
و تطلع ديننا
أحمد فؤاد نجم