The godfather cast

Saturday, December 27, 2008

من أطلق الريح؟






هذا ما جناه العرب العار و الخزي المستمر الصفع علي مؤخرات حكامهم التي لا تهتم الا بالكراسي التي يجلسون عليها بالله عليك ايا كان من تعبد ماذا استفاد العرب من حماس في غزة و ماذا يقول الذين سبوا الرافضين دخول حماس المعترك السياسي؟
لماذا تزور ليفني القاهرة قبل سويعات قلائل من العملية الجديدة؟
و عماذا تبحث حماس .... عما يبحث عنه الأخوان المتأسلمون في القاهرة حكم دولة وهمية...سواء دولة علي الورق و لم تصل حتي الي الورق في الحالة الأول و عن حكم دولة رخوة في غرفة الانعاش في الحالة الثانية؟! فهل هذا مبرر لقتل من في الصورة بعاليه؟
الطريف و المؤسف أن الجميع يتهم مصر بالعمالة لصالح اسرائيل و تبعيا لأمريكا و هو اتهام صريح وواضح لأبعد حد و لذلك كان مؤسفا أما الطرافة فأن الاتهام كان من دول تماثلنا العمالة باقتدار سواء من مخنث قطر الذي يدعو لحظة كتابة هذه السطور و الذي لديه قواعد أمريكية علي أرضه لقمة عربية طارئة لوصلة من البكاء و العويل و الذي استقبلت قناة بلاده شبه الرسمية ليفني و لم يجروء أحد علي سؤالها عن جرائم الاحتلال أو من الليبي نصف المجنون صاحب الكتاب الأخضر الذي أدعوه جديا لأن يضعه في مؤخرته.... او السوريون الذين أبدوا من أيام استعدادهم للتفاوض..... أو الأردنيون الذين لديهم جينات الخيانة الملكية الشهيرة منذ عهد الراحل حسين فعلام الاتهام ؟الجميع كان واقفا يدعك قرونه بحسرة لحظة الاغتصاب
.......................................
سيظل المشهد طويلا مملا مكررا اجتماع من أجل اطلاق الريح في الهواء و ستظل مفاتيح اللعبة في يد السادة سنظل راكعين دون تسبيح
و ستطلق الصحافة كلابها من الجانبن المتأخونين و العلمانيين و ستزدان الصحف بجثث الشهداء لاسابيع و قد تشجب الأمم المتحدة علي احسن الظروف المذبحة .... ثم تخبو النيران من جديد بمكاسب و شروط اسرائيلية جديدة.... و تنازلات و خنوع عربي جديد ثم ينشغل الخليج بكأس خليجي و ينشغل المصريون بمباراة الأهلي و الزمالك... الي هؤلاء الذين يرموننا بالعمالة أقول لكم نحن جميعا عملاء نحن جميعا أفواه كبيرة ....و نحن جميعا في انتظار كبير عملائنا.....ذلك الذي سيطلق الريح ؟

Saturday, November 8, 2008

غترة في ميدان تحرير لم يتم

أين كنت؟
لا أعلم و لكن علي ما يبدو أنه امتحانات بكالوريوس الباطنة كان ذلك صيفا و رمضانا و رمضاءا.....لن أتكلم عن سياسات تعليمية فاشلة لا تصلح لتخريجك من كلية "
طب الأسكندرية المرموقة كما يدعون الا "مطاهر" بضم الميم و فتح الهاء أو كسرها.... كانت فترة سيئة و الله العظيم سيئة لدرجت أنني تمنيت الموت كي أتخلص مما أنا فيه... المهم أنني بعد مقاطعة الجرائد لنحو شهرو يزيدأنفجرت في رأسي فكرة أن أنزل لأشتري الجريدة و أعرف ما يحدث في مصرنا المحروسة باللصوص و رجال الفكر الجديد.... ماذا و جدت أنباء عن تورط حوت العقارات هشام طلعت مصطفي في قتل الزبدة اللبنانية سوزان تميم.... ثم الدويقة ثم حريق مجلس الشوري و...و..و....و في الجانب الاخرمن العالم كانت هوجة الانتخابات الأمريكية كانت ما تزال في عزها و أوباما الأسود نصف المسلم يقارع العجوز ماكين في تحول أمريكي نحو خطوط حملااء لم يجروء أعتي المتافائلين يوما أن يتخيلها و كأننا لسنا من بشر هذا الكوكب لا التعبير الأفضل تعبير الأسواني.... نحن كبالوعة الصرف العالم يمر بجوارنا علي أساس أننا حفرة لتجميع القاذورات بينما يغفل أن هناك عالما كاملا يحدث بداخله.... عالما من الصراصير و صراع حياة بينها و بين النمل و المخلوقات الكريهة الأخري بنما من يعبر يكون مشغولا بعالمه الخارجي...و ذات يوم و أنا في أواخر أيام الامتحانات و بعد أن تحولت الي مريض نفسي تقريبا قرأت تقريرالطبيب الشرعي في و فاة سوزان تميم و الذي قال فيه أن الضحية أجرت عملية لتكبير الثديين أستخدم فيها سليكون زنة نصف كيلو جرام في كل ثدي و أيضا في الأليتين فأبتسمت تشفيا في هشام لا المطربة معني هذا أن أخونا هشام دفع 50 مليون جنيه مصري من أموال (مدينته) في امرأه فالصو.... ثم هالني تعابيرالشماتة في و جوه المئات بعد خبر حريق الشوري كان هذا مثالا عمليا علي الفصام الذي يعيش فيه المصريين بين وطنهم و مواطنتهم و أن نظامهم تفوق علي أعتي النظم السياسية في العالم ليس لأنه يصعد بشعبه نحو الدرك الأسفل من الهاوية و لكن لأنه (أنحس نظام) شاهده العالم
.........................................
منذ يومين أو أقل سمعت عن جلد الطبيبين المصريين بالسعودية بزعم تسهيلهم المخدرلسيدات عربيات....رأي في الخليج و السعودية معروف تماما عقلية الصحراء و أكل تماثيل العجوة لن تتغير أبدا حتي لو صارسعر البرميل مليون دولار...نظرة الغترة الخليجية للطربوش المصري لن تتغير هميشعرون بالدونية منذ ارسال مصركسوة الكعبة الاّن حدثني عن ارسالالشعور بالدونية في طرود فضائيات مشايخ الثعبان الأقرع و حرمانية توم و جيري... حدثني عن مغامرات العرب في شوارع القاهرة مع فتيات تخلين عن دعم مصيلحي و كادر نظيف و فكر جمال و ضرائب غالي و مرور عدلي.....حدثني يوميا عن معايرتهم لنا بخط الفقر الذي ندخن البانجو أسفله...ثم أتحفني بعروبة مصر و دورها كأخت كبري تلك الأخت التي تمارس البغاء السياسي مع الولايات المتحدة لكي تعيش أخواتها العرب دون تغيير بالقوة...... الغنج السعودي أسفل العقال لا يكاد يسمع تأوهات مصر فوق سلالم نقابات الصحفيين الا كنوع من العهر....و لست متحيزا للطبيبين لو أنني أعلم ماذا درسوا في مصر و أنا سعودي لأمرت بذبحهما
علقة و أنتم طيبون و لا أملك الا أن أقول تحيا الصداقة المصرية السعودية و كل جلدة و أنتم طيبون

Friday, June 20, 2008

اللحظات الأخيرة

كل شييء كان جيدا زيجته التي اثارت الجدل طواها النسيان... النواب الذين "يعملون لديه" أستطاع أن يتخلص من شكواهم "بكام" عشوة في الفور سيزونز.... حتي الكابتن "أبو لخد " الذي كان يحتل موقعه منذ أعوام قليلة يبدو أنه لم يعد متفرغا له خصوصا بعد ان غضب عليه الرجل الكبير و الرجل الصغير أيضا...."جمااااااال" قالها و هو يتذكر شخصين يحملا نفس الأسم و لا يحملا نفس العقلية فالأول لو كان موجود حتي الآن لظل كما هو تاجر خردة بالوكالة كما كان أسلافه....الثاني يا جمال الثاني! حصة ادارية في شركة الدخيلة و أرباح بلا حساب و حصانة من القدر ذاته و و و و..... كم هم اغبياء من يتصورون أنه يستيقظ يوميا لكي يزيد من ملياراته... أغبياء لقد خلع المال من رأسه كما خلع بيجاما الحرير الصيني هذا الصباح.... أن ما لديه الآن يكفيه ليعيش ملكا في أي دولة أوروبية..... السياسة أيها السادة لو ترك موقعه الآن لزحفت المعارضة علي المجلس و لحرج النظام و "زنق" في ركن الحلبة أمام المستقلين و الأخوان... السياسة مال و نفوذ لا أيدلوجيات و لا يحزنون! السياسة أيها السادة أقوي من قوانين السماء في بلدنا هذا ! السياسة أيها السادة مطمح الملايين و مضغة في فم المعارضة... و كلية لأولاد الأكابر
وطريقة يتبعها هو مع نواب الحزب الذين أحيانا -مع نقص الأنفس و الثمرات- ينبت لهم دمل ضمير صغير فيأتي هو بمبضع الترغيب في رئاسة لجنة أو أمانة أو بالترهيب بالشطب و الشكوي للرجل الكبير فيقضي علي هذا الدمل في ثوان...... لكن لعنة الله علي السياسة صداع و حمي وطنية يجابهها من بعض المرتزقة المعارضين هذا بالأضافة الي انه لا يجد وقت تقريبا للعناية بزوجته الجديدة التي دفع فيها كام مليون
أرخي رأسه و هو يتذكر الايام السابقة ففي برلمان هذه البلاد "الأغلبية تكسب الشجاعة" حسنا لم يحدث هذا مؤخرا فأخبار الممارسات الاحتكارية تتناقلها الألسن كالوباء... أينعم هو "كبر" دماغه بمنطق دعهم يخبطون رأسهم في الحائط بأن معارضة المجلس لا تسوي جناح بعوضة الا أن القانون المقدم مؤخرا كافي بنسف مستقبل امبراطوريته التي تستولي علي 60 بالمئة من السوق.... طبعا لن يظهر أحد من الكبار لدعمه منعا للقيل و القال ... ثم أتي وزير الصناعة الذي يلقبه الجميع بالوزير الشبعان الذي تقدم بقانون يغرم فيه المحتكر 15 بالمئة من قيمة المبيعات... ليس هذا فحسب بل بأعفاء المبلغ عن الاحتكار من العقوبة..... يعني موت و خراب ديار..... السوق مليء بهؤلاء الذين يتمنون أن يروه هباء منثورا.... يمتليء بهؤلاء الذين جلس معهم في الغرف المغلقة و أخبرهم سرا بضرورة رفع السعر..... و الصحافة تريد جنازة لتشبع فيها لطما كالعادة..... قضي يوميه الاخيرين بعد تقديم المشروع في جلسات مكثفة ألتهمت 40 ساعة من ال48 ساعة قبل أن تقدم بطلب لمراجعة المشروع.... تذكر كيف درب نوابه علي ما سيجري في اليوم الأخير و في اللحظات الأخيرة علي ما سيحدث لم يهتم كثيرا بالاخبار التي تناقلت عن ان وزير الصناعة سافر الي باريس و رفض حضور الجلسة ..... كل ما كان يهمه هو " المدبوليزم السياسي" الذي سيحدث بعض قليل سيقول هو "يا أمو ملاية لف" قاصدا شركته و يرد نوابه " اسم الله" سيقول تقتل مية و ألف" قاصدا القانون الجديد فيرد نوابه بغضب " حد الله" نعم ليتخلص من القانون و لتضرب المعارضة دماغها في أعرض حائط بالمجلس
لماذا لا يخترعون جهاز تشويش علي هؤلاء الحشرات حتي لا يراهم أحد ولا يسمعهم أحد ..... و بعدها يتوجه لبالما دي مايوركا ليقصد أجازته و يريح رأسه المتعب قليلا من التفكير...... نزل من سيارته المرسيدس الجديدة.... و عدل من وضع كرافتته و دلف الي المجلس
..............................................

جلسات المجلس تمتليءبأشياء عجيبة حقا كمية من اللعاب و السباب لا يراها الا هنا.... هذا فضلا عن الطرائف كان "ابو لخد" مشهور بعصبيته الشديدة علي المعارضة فكان مثلا بقوم و يقول لمعارضه "عاوز أيه يا خويا" أما هو فيكتفي بقزقزة الفستق و ينظر لهم بغضب شديد..... من الطرائف أيضا بعض نوابه من القفاطين الذين ما أن يتملكهم التعب حتي يفترشون المنضدة و يناموا دون خجل يذكر....فلتحيا مادة الخمسون بالمئة عمال و فلاحين و ليلعن من أتي بهؤلاء الي المجلس هكذا قال و هو ينظر دون أن يسمع الي الغضب العارم من النواب الأخرين......و مرت الساعات سريعا ثم كانت اللحظات الأخيرة و هو ينظر الي بعض نواب الحزب الذي أبدوا تحفظاتهم علي اعتراضه علي القانون و هو الرابح منه باعتباره رجل أعمال كبير..... آه يا ولاد الكلب هي دي الديمقراطية اللي اتعلمتوها في الحزب نظر اليهم شذرا و وعيدا و غضبا فنكسوا رؤؤسهم ثم أخيرا كان له ما كان ألغيت مادة أعفاء المبلغ من العقوبة و تم تحديد الغرامة بثلاثمئة مليون جنيه حد أقصي " يا بلاش علي الجزمة" هكذا قال في سره ثم غادر المجلس في خيلاء و استعلاء و هو يلقي نظرة علي قبته الشامخة و هو يتذكر بكراهية أن أسابيع قليلة و تبدأ دورة جديدة من الصراع البرلماني و لا يعلم سوي الله وحده -و الرجل الكبير و الصغير طبعا-ماذا سيحدث في لحظاتها الأخيرة

Monday, June 16, 2008

بقعة الشرف الحمراء

بدت لوهلة بفستان زفافها الابيض كملكة متوجة في ليلة جلوسها علي عرش قلبه السعيد و نافسها هو ببدلته الفيرساتشي السوداء التي كانت بلونها الأسود تشع فخامة و أناقة.....مرت الأحداث بسرعة و هو يزف فيخرج فيسهر معها ثم يستقلا الطائرة الي أسوان التي أستقبلتهم برائحتها القوية رائحة القدم و الفخامة الفخامة المصرية التي لم تشوهها اللوحات الغربية أو الخليجية....وسرعان ما دخلا الي الفندق الفخم الذي كان علي ما يبدو صمم من أجل ملابس عرسهما خصيصا ببهوه الأنيق....و ثرياه الشامخة.....و بينما هم في المصعد في طريقهما لعش الزوجية المؤقت نظر اليها بابتسامة و هو يتذكر كيف دار النرد علي طاولة حياته فاختارها له..... سنوات طويلة من العمل الشاق في عدة دول سنوات طويلة من الاغتراب و هو يعمل كالثور في ساقية الخليج و المملكة المتحدة حتي استحال و جهه الي وجه رجل عجوز علي الرغم من أنه لم يتم الاربعين بعد...حتي نزل في اجازة قصيرة..... لم يشعر بالراحة الا عندما دخل الي بيتهم القديم و زخات الماء البارد ترش جسده ثم يد أمه تعطيه البشكير
دخل حجرته و ألقي جسده علي السرير و أشعل أسطوانة عتيقة لفيروز و نام..... ثم استيقظ علي جلبة في الصالة صوت ضحك و طقطقة فناجين... و همس انثوي..... أتجه الي الحمام و غسل و جهه وز سرعان ما ذهب الي الصالة حتي فوجيء بتلك الغادة الحسناء تجلس بجانب امه و بجانبها سيدةهي نسخة قديمة منها فرك عينيه ليكتشف بسهولة أنهما ابنة خالته و خالته....ثم كان الزواج منها بسهولة شديدة في غضون شهر و نصف و بالطبع لم يستمع لنصائح أصدقائه الذين حلوا بمصر معه في الاجازة باعتبار ان هذا حسد علي رأي والدته و بان أجلها قد حان و تريد أن تفرح بوحيدها.... و مرت الأحداث سريعا ليجد و جهه بعد عدة جلسات مع خطيبته يكتسب طابع الشباب و يشعر بقوة دافعة في شرايينه لا عهد له بها......تذكر كل هذا و افيق علي صوت حجرة الفندق و هي تفتح ثم كالحالم و هو يغير ملابسه في الحمام لأن زوجته قد تعللت بخجلها.... أرتدي الروب علي جسده العاري و ذهب الي الفراش و كانه ذاهب الي امتحان الماجستير الذي كان قد فرغ منه منذ عامين....... شعر بجسدها يتوهج بجانبه و ما حدث بعد ذلك هو تكرار لجميع ليالي الزفاف بعد ثلث الساعة أشعل نور الحجرة و نظر في فخر الي بقعة الشرف الحمراء التي تزين مفرش السرير الأبيض فقبلها بهدوء و نام قرير العين
..............................................
أستيقظ مبكرا كعادته ففي فنادق كتلك يكون الافطار في الثامنة علي الأكثر حاول ايقاظها مرارا بالتدليل و بالدغدغة ثم اخيرا قامت و أخبرته بأن ينتظرها في المطعم و أعطته قبلة رقيقة و هي تتوجه الي الحمام........ دلف بهدوء الي المطعم ووجهه يحمل ابتسامة فارقته منذ القدم
و في سره قال لياتي عبد المتجلي الآن ليري ما أنا فيه من نعيم....... أخذ يصفر بلحن اغنية فيروز حبيتك بالصيف و سرعان ما مل الانتظار قال لنفسه و لم لا أداعبها بعض الشييء ذهب الي خارج المطعم و وضع كارت اتصال باحد الكبائن ثم هييء نفسه للدعابة التالية
آلو-
غير من صوته و هو يجيب صوتها الساحر: أزيك يا جميل
مين معايا-
رد هومتصنعا الدهشة: ازاي متعرفينينش قوام نسيتي
لا الحقيقة مش فاكرة-
شعر هو ببشائر الضحك فغير من صوته أكثر و هو يجيب :أنا بتاع زمااااان أفتكري دانتي ياما جريتي ورايا
شعر بصدمة و هي تجيبه: انا عمري ماجريت ورا حد الرجالة هما اللي حفيوا ورايا يا بابا
غير من صوته و لهجته الفكاهية فأكتسبت الصرامة: طب منتقابل يمكن افكرك عشان شكلك عاملة نفسك ناسية أيامنا مع بعض
حطمت فؤاده و هي تجيب : أسمع أنا متجوزة دلوقتي و ايام زمان لو كان في زمان و أنت مش كداب راحت لحالها مش معني اني عملت معاك حاجة انك حتفتكر أني ليك لا يا حبيبي يا ما بنات سهروا مع شبان في بيوتهم و كل واحد يروح لحاله لا أنت أول راجل ولا أنا آخر بنت أنا متجوزة و جوزي ممكن يوديك في داهية
أغلق سماعة الهاتف و هرع علي الدرج بأقصي سرعة أكتسي وجهه بملامح الشيخوخة المتكلسة القديمة التي كانت قد ذابت بفعل الحب
تذكر مقولة صديقه الأثير بأن الزواج مثل البدلة القديمة كان لها وقتها و ما أن يتجاوز زمانها فالأفضل أن تعلق في مشجب النسيان ! فتح الباب بسهولة و وجدها تستقبل وجهه الأسمنتي بفزع رهيب و ما حدث بعد ذلك هوتكرار ممل لجرائم الخيانة فما أن أنتهي منها حتي تطلع بهدوء الي بقعة الشرف الحمراء و هي تلطخ ملاية السرير البيضاء

Monday, May 26, 2008

الكأس لنا

كلمة السر
الأبطال

هداف الزمالك التاريخي


امام الموهوبين



لا ترحل



خليك معانا


و انتظروا الزمالك
قريبا

Thursday, May 15, 2008

القطار


اسفل كوبري 45 يجلس سيد كومة من الخرق البالية و الروائح الكريهة و زجاجات الكحول الأحمر عمرها 35 عام.... لايعرف أحد علي وجه التحديد متي جاء هنا و لماذا و لكن أتفق الجميع علي تجنبه و كأنه مجذوم.....قطعة من القذارة أتت من قلب الجحيم لا يدري عنها أحد شيئا و لو ظلت علي حالها ألف عامالاستثناء الوحيد ممن سبقوا هو عم شعبان قهوجي أحدي القهاوي البلدي التي يجلس عليها الصعايدة كما تجري العادةأعتاد شعبان زيارة سيد في رقدته التي لم يفعل شيئا سواهامنذ أن رآه الناس مرتين مرة في السادسة صباحا بعد أن ينثر الماء لتلطيف الجو و هو يهييء القهوة لاستقبال الزبائن فيأتي له برغيف من الخبز الطازج و طبق به قطعة جبن و أحيانا عسل بطحينة أو الغذاء الرسمي الفول.....يتبادل معه كلمات مقتضبة للغاية قبل أن يأتي الشناوي صاحب القهوة الذي يكره رؤية وجه سيد في الصباح لأنه فأل شؤم

أزيك يا سيد صباحك أشطة

زي ماناأيه الجديد يعني

قوم صلي ركعتين لله يبني و ربنا يفرجها

عمري ما سمعت أنهم صلوا و سكنوا في ش أسكندر ابراهيم بعديها

هما مين دول يبني استغفر الله

اللي واكلين حقي

انت لساك عالحال ده يبني لو ليك ناس كانوا دوروا عليك من زماان قوم أجري علي رزقك و قول يا باسط انا ممكن أقول للمعلم شناوي يشوفلك شغلانة و هو تلاقي اللقمة و النومة

بقولك بيوت و فلوس و عمارات و نسوان بيضا.. تقولي شناوي و لقمة و نومة يا عم أرجع ربنا يسهلك الحال

يا حول الله

أجهز سيد في ثوان علي افطاره و جذب ز جاجة من الكحول خلع رأسها بأسنان صفراء متسخة... شعر بنيران معتادة تسري في حلقه

هرش بيده في شعره الكثيف المتشابك كشجر الشلالات..... منذ أمد بعيد و هو يعلم أن له أقارب في شارع اسكندر ابراهيم........حرفيا يفصله عنهم الكوبري الذي يأتي القطارمن فوقه كل لحظة ليذكره بعالمه و عالمهم....الفارق بين سرداب عالمه المصنوع من الطين والجوع

وفضاء عالمهم المصنوع من العسل و الذهب.....بين نظرة احتقار هي جائزته التي يحصل اليها للاشييء و بين معانتهم في عد النقود التي حصلوا عليها دون جهد....أن الثروة تورث كالعيون الزرقاء و طول القامة و الشعر الكستنائي....أما سوء المصيرو المعدة الخاوية و النحس فهو لم يرثه بل نبت له كصبار في صحراء حياته القاحلة....تري ماذا ستفعل له نقود الشناوي القليلة في حياته المطعمة بالغضب و الحرمان هذا لو شغله الشناوي أصلا...... هاهو الشناوي يجلس بكرشه الضخم ليدخن أحجرة المعسل في شراهة شاخطا في هذا و ناهرا في هذا يستعبدهم ويمتص رحيق شباب من يعملون لديه ليحصل هو علي النقود و يلقي اليهم ببقايا و جبته الدسمة من بين أنيابه

عندما أتي المساء قام بصعوبة بالغة للغاية و هو يأمر جسده بالتخلي عن رقدة أزلية

عبر الشارع الخالي زحفا و هو يعرق وكانه يحتضر أستند الي مقدمة سيارة نصر قديمة وو قف علي قدميه الرفيعتين كقدمي يتيم

القي نظرة من بعيد علي شعبان و هو ينظر للأرض و الشناوي يطلق في وجهه سبابه المختلط بلعابه كعادته حين يتأخر عن أحد الزبائن

صعد درجات السلم المفضية الي شريط القطار و احدة تلو الأخري و قلبه يثب بين ضلوعه هلعا و فرحا

بعض أطفال الشوارع الحفاة ممن يعرفونه صرخوا من بعيد عليه.....درجة تلو درجة راح يلعن الجميع أقاربه و شعبان و الشناوي و الجميع بصوت مرتفع بعض النا س تجمعوا في فضول ليروا ذلك الراقد في الثري منذ الأزل و هو يحاول كما أعتقدوا الانتحار

لم يدري سر تلك الصرخات و هو يجاهد بكل ارادته للسير مخرجا عزمه من التراب الذي أنطمر فيه لعقود......و طامسا أذنيه بشمع المثابرة

عن صوت القطار الذي يقترب في الأفق.......و بعضهم يصرخ عليه حتي و صله صوت شعبان....... أغلق أذيه و واصل السير فلم يعد هناك أهم من العبور

Tuesday, May 13, 2008

طيران خارج الشرنقة

أنتهي أبريل بحلوه ومره باضرابه و اعتصاماته...الحياة بعيدا عن لوحة المفاتيح ليست سهلة و لكنها أقل ارهاقا للأعصاب و لضغط الدم المرتفع
لا أتذكر يوما واحدا جميلا في أبريل ....الشييء الوحيد الجميل أنني شبه متوقف عن متابعة الجرائد المستقلة و المعارضة...لا لشييء الا لأنني أكتشفت و متأخرا أن مصر لا تساوي متابعة أخبارها....طبعا نتحدث عن مصرالنظام و الأحزاب و وزراء القرية الذكية-الأغبياء-مصر المؤسسات المهدمة مصر الفساد و السلطة و الرشوة و المحسوبية مصر المتطرفين و الملتحين بتكفير الآخرين...مصر الذل و القهر و قطف البراعم الشابة قبل نضجها...مصر القطارات المحترقة و العبارات الغارقة.... و ألاحظ الآن العيون التي تترصد كلامي المغموس في النقمة
المدبج بالكراهية لكل ما هو رسمي مصري....منذ عامين سب مرشد جمعية الأخوان الملتحين "المقهورة"مصر و هاجمته الدنيا ولم تتركه حتي وقت قريب....طظ في مصر علي الملأ كما قالها عاكف أمير الجماعة...و لست نادم علي شييء...طظ في الحضارة و التاريخ و القومية و الاستراتيجية..مالم تدفع أصحابها نحو التغيير...و لنتذكر سويا جملة تشرشل الشهيرة "كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها" نحن السبب في ذلك الأستعمار الأهلي الذي نعاني سكراته يوميا....لذلك سببت كل ما هو حولي مصري كان علي أن أصرح بتلك الكراهية و الا كان علي الصمت للأبد....و منذ أن أعتزلت الجنسية التي تحملها أوراقي الشخصية منذ فترة لم يعد للصمت معني............................أي معني

...................................................
يعرف سيزار سيجر أحد النقاد العزلة بأنها نوع من الأنكفاء علي الذات يدفع صاحبها للقيام بأعمال لا طائل من ورائها و السعي المحموم للاهتمام بأشياء لا طائل من ورائها و محصلة ما سبق أن صاحب العزلة سيدفع الي البحث عن أعمق مكنونات ذاته عزلته التي لا فكاك منها
ما لزوم تلك المقدمة المعقدة......الواقع عندما بحثت فيما افعله يوميا أكد لي احتمالين أما أنني مصاب بالفصام....او أنني في حالة عزلة اكلينيكية....و يقيني أنه الاحتمال الثاني....كل ما أفعل هو البحث عن لاشييء أبحث عن وطن مزعوم و أرض مزعومة و أسرة مزعومة مقام عليها منزل افتراضي أستيقظ فيه لا أراديا...لتستقبلني ابتسامة روبوتية ممن أعيش معهم....أستقل الحافلة الحكومية للذهاب الي الشاطبي
لتلقي تعليم وهمي....أهرب بسرعة انشطارية لأقرأ جريدة تبحث عن حقيقة خيالية.....لولا الكحة التي تياغتني بعد التدخين في أوقات مختلفة لظننت أنني في فيلم "ترومان شو "و لكن حكومي هدفه معرفة قدرة المواطن المصري -السابق-علي الاحتمال و بعد هذا الاكتشاف الحقيقي
أتت مرحلة أخري هي مرحلة الانسلاخ من كل ما سبق من الجنسية و الهوية....و البرنامج اليومي الفاتر الذي لا طائل من ورائه......أن يرقة الحرير تظل مجرد دودة تزحف في بطء داخل الشرنقة الي أن تتمرد و تنسلخ و تكسر اليرقة لتخرج فراشة لتطير بعيدا عت الشرنقة التي صنعت بداخلها الحرير لغيرها تترك هذه الشرنقة غير نادمة أو آسفة لتحصل علي الحرية....كذلك سينتصر دون كيشوت اذا توقف عن محاربة طواحين الهواء...... سيتخلص النائم من ازعاج صنبور المياه بقليل من الجهد اذا غلقه لينام هنيئا مطمئنا...... فالي هؤلاء الذين بداخل الشرنقة الوطنية ادعوكم للانسلاخ و الطيران ... و اغلاق صنابير المياه الي الأبد.....و لتذهب العزلة الي الجحيم

Wednesday, March 19, 2008

تمرد

كم هي حقيرة تلك الحياة التي نتغني بجمالها و بهائها؟
لم أصدق ما سمعت للحظة الأولي شخص لا أعرف عنه سوي أنه منضبط ولديه أولاد-معظمهم أصدقائي- لا يدخن و لا يشرب أي مشروبات روحية أو غيرها و لم يكون مصابا بارتفاع ضغط الدم...باختصار كان صاغ سليم كما يقولون و فجأة تأتي جملة واحدة
مصاب بانسداد في خمسة شرايين و اجراء عملية في القلب هي مسالة حتمية
هناك شخص سيرد ذكره يوما ما اعرفه جيدا جدا سمعته يقول للطبيب عندما أخبره بحتمية استئصال الزائدة الدودية بأن هذا ظلم! و بأنه يرغب ان يعيش ثم أنه في ريعان شبابه فلماذا تصيبه الأمراض؟
ثم أدركت بهدوء أن القدر ليس لديه قلب لكي يحابي هذا أو يختار ذلك لأنه لو كان لديه واحدا لفني الشيوخ جميعا و لما أصاب الشباب شيئا
بارد محايد كذلك الجالس علي مائدة الروليت ينتظر البلوي لتسقط في خانتك ثم يعلن أنك صاحب النصيب و يلقي عليك بالهموم
القدر لا يبكي احدا حتي لو كان رضيعا... و هو عنيد مهما أتخذت من احتياطات سيأتي اليك بنوائبه... كم أنت ظالم أيها القدر لو تعرف مرة أنك أصل البلوي لتوقفت عن عبثك معنا....لو تعرف أن ألاعيبك صارت مملة ننتظرها بقلق لا بشغف كل يوم لراجعت نفسك مرارا
كم أتمني أن تحاسب نفسك و تنظر الي هؤلاء الباكين........مرة
..................................
نحن أيضا لسنا نبلاء لماذا؟
هل سألت نفسك عن الذي حدث في العراق الخمسة سنوات الماضية؟
هذه ليست مزحة و كذلك ليست "كلام انشاء" كما يقولون دعني اخبرك بما حدث تعاطفت مع الجميع من خلال قناة الجزيرة ثم تابعت الموضوع لشهور عدة ثم صارت المسالة مجرد أرقام علي الشاشة و في الصحافة و الأنترنت
و هو ما حدث مع الانتفاضة الفلسطينية و الغارقين علي سواحل أوروبا من المصريين و سنوات الحكم التي قضاها الرئيس في الحكم
و هو ما تذكرته منذ يومين فقط أنه بحلول نوفمبر القادم تكون أمي-رحمها الله- قد مر علي وفاتها أثني عشرة سنة كاملة فأين كنت أيها القدر؟ عجيب هو أمرك حين تدس النسيان في الحزن ولا أدري أن كانت نعمة أم نقمة؟
و قد قرأت مرة في رواية أن الأسود حين تموت رفاقها تعيش في حزن أبدي ولا تختار لها رفيقا جديدا....كذلك الأفيال حين تعلم بدنو أجله فأنها تسير وحيدة الي المكان الذي تعتقد أن نهايتها ستكون فيه و تقوم بحفره بأنفسها..... أما نحن فنأمن علي حياتنا ببوليصة تأمين علي الرغم من جهلنا بالموعد كم أنت مضحك أيها القدر حين تنعتنا بأننا الرئيسيات في عالمك ... عالمك الذي يعيش فيه الجميع محاولين فك لغز لن يحله احد.... و نجاهد للاحتفاظ بمقاعدنا في قطارك الذاهب للمجهول.... مهما ظلمت و أعطيت من لا يستحق و خفضت من أجرنا عن
دورنا في فيلمك الهابط
.....................................
تخيلوا معي موظف يعمل بهمة و نشاط يقوم رئيسه بتخفيض أجره الي ما دون النصف لا لشيء الا لمجرد التسلية برؤية و جهه و هو حزين
ثم يوافق هذا الموظف علي الاستمرار في عمله بالأجر الجديد و يظهر منتهي الأخلاص لرئيسه هل رأيتم خسة أكثر من ذلك؟
ماذا ينقصه ليعلن التمرد و الرفض؟
لحظة واحدة من الشجاعة....لحظة واحدة من التمرد....عندها سيمتنع هذا الموظف عن الذهاب الي عمله و ستذهب الأفيال الي قبورها في هدوء....و سيرفض عمر مكرم أن يدفع الجزية لأعدائه الفرنسييين مختارا أن يموت بشجاعة.... و سيذهل أفلاطون تلميذ سقراط
برفض الأخير للخطة التي وضعوها لهروبه حين علم أن الأثينييين يخططون لقتله قائلا بهدوء و ابتسامة: لقد أدرت ظهري لهذا العالم الدنيء

Wednesday, March 12, 2008

معتصم سالم

أهم شييء في حياة الأستاذ "سالم" الصباحية هي كوب الشاي الذي صار بدون نعناع ضغطا للتكاليف في الفترة الأخيرة و لشرب الشاي عند الأستاذ سالم-و هو لقب لا ينطقه سوي صبي القهوة طلبا للبقشيش الذي لا يدفعه ضغطا للتكاليف أيضا- طقوس طويلة مثل تبريده بنقله من كوب لكوب و كذلك اقتران كوب الشاي "الميزو" برفيقتها السيجارة السوبر التي يجاهد الأستاذ سالم -و اللقب احتراما منا لحالته-في اخفاء مصدر خروجها من جسده و هو شرابه الكحلي المدفونة في حذاء يضحك للحياة منذ عام فعندما يدخل الاستاذ سالم الي القهوة في الصباح ببدلته الصيفية و معه اللفة الورقية المعتادة من الساندوتشات تعرف بمنتهي الدقة أن الساعة هي السابعة و النصف صباحا هذا لأن
الأستاذ سالم -كما يقول صديقه الماركسي- لديه غرام محفوظي بالنظام... هذا ما يجعل مشهد الاستاذ سالم و هو يأكل سندوتشات الفلافل
ثم يرشف الشاي و يدخن باستمتاع و يستمع الي الاذاعة الصباحية مشهدا تقليديا يتكرر في فيلم الانفتاح الذي بدأ منذ السبعينات و يعرض الي الآن دون نجاح جماهيري يذكر..... و لولا أن ابنائه في الجامعة المصرية و لولا أنه صاحب مرض لقدم استقالته من الشركة و ربما من
الحياة نفسها.... هذا ما دفع أصدقاؤه في الشركة-عندما رفض رشوة في صفقة توريد المازوت الأخيرة- يطلقون عليه سرا "العبيط" و لكنه لم يهتم
.......................
أكثر ما يؤرق العسكري عبد المولي هم هؤلاء المتظاهرين فهم السبب في حرمانه من الاجازة بسببهم لا يري ولديه بسببهم ينصهر قفاه في الحر لساعات غير معدودة بسببهم لا ينام في فراشه النحاسي مع زوجته و ينام في عربة الأمن المركزي التي لا تحمل سوي القمل و رائحة
العرق المنتن و هو بداخله العميق يعلم أن هؤلاء المتظاهرين كاذبون لحد النخاع فهم يدعون أنهم قادمون لتغيير الوضع و هم يأتون قبل المظاهرة في أفخر السيارات و التي لا تقل عن سيارات رجال الدولة في شييء....و هؤلاء يرتدون الأوشحة المزينة بأسم الله ثم يقولون أنهم نواب الشعب و أنهم الأقرب من الشعب و مع ذلك فعباراتهم جوفاء لا يفهمها و كذلك لا يفهم عبارات هؤلاء الذين يضعون البادج الاصفر مثل"أين الاشتراكية" و مثل "التحول الديمقراطي" و مثل تلك العبارات الكثيرة التي لا يدري كنهها و التي ترجمها أحد الخفراء
الذين يثق في آرائهم-فهو راسب ثانوية عامة- بأنها كلمات قبيحة لا يصح تداولها في مجتمع مسلم كمصر...لهذا عندما يقف أمامهم عبدالمولي لا يشعر بأي شفقة أو تعاطف بل العكس تماما يشعر بحقد و غل شديدين كلما تذكر أنهم السبب في حالته المزرية وقلة نومه
لهذا تكون أمنيته في و قفته -خصوصا أمام المحاكم-أن يصدر اليه الضابط المتنكر في بدلة مدنية بالضرب عندها يضرب هؤلاء الملاعين
بحماسة تدهش الضابط نفسه و ببنية صلبة بسبب كثرة الوقوف في الشمس الحارقة عندها يشعر بأهميته و بدوره في حماية أمن مصر و
بالهبة الألهية المتمثلة في عصا غليظة سوداء و درع من الفايبرجلاس......و بعد المظاهرة يتفرغ لمشاهدة الضابط و هو يلوك ساندوتشات اللحم البارد التي أحضرها بنفسه من محل قريب-دون أن يحاسب- فيجري ريقه جوعا و يتذكر الحكمة الوحيدة التي تعلمها من وقفته الطويلة
بأنهم جميعا "ولاد كلب في بعض".....ثم يخلع حذائه الميري في وقت الراحة -عشرة دقائق كل أربعة ساعات- ولا يجد أحدا ليضربه به
...............................
أخيرا شعر الأستاذ سالم بحقه في الثورة....ذلك عندما قطع مشهد جلوسه الصباحي علي القهوة منظر "الفلافلايا" الهزيلة التي قال صاحب عربة السندوتشات أنها ب35 قرشا كاملة لأن الأسعار جميعها غلت من زيت و دقيق و خضروات....و لأنه مولع بنظامه اليومي فقد تسبب
ذلك الغلاء في أفتقاده لكوب الشاي و لسيجارته الطويلة الأثيرة دفعه هذا التغيير لرفع عقيرته: آه يا ولاد الكلاب
و في انطلاقه الي شركته وهو متسلقا في الأتوبيس لمح الشركة من بعيد وقد و قف أمامها عدد غفير من العمال و الموظفين وهم ينددون بالغلاء الذي أمتص كل ما في جيوبهم من مال قليل اصلا أصوات هادرة تسب رئيس الشركة و وزارة التضامن و رئيس الوزراء و الكل
يطالب رئيس الجمهورية بالتدخل عندها أسترجع الأستاذ سالم أيام قد ولت في الستينيات و السبعينيات -و الأخيرة علي وجه الخصوص-لذا
عندما هبط من الأتوبيس في أتون المظاهرة أستعاد ابتسامة فقدها منذ زمن و هو يقول لصديقه الماركسي:يا كل دول مشربوش شاي الصبح
ناولني الميكروفون يا حنا
..................................
وقف العسكري عبد المولي ذاهلا أمام الموظفين و هويصدهم بوهن-داخلي لا خارجي- كل هؤلاء لا يجدون قوت يومهم هذه المظاهرة تختلف بالتأكيد لقد سمع عبارات فهمها أخيرا "لحمة" ثم أدهشه أن بقية العبارات كلها عن الطعام.....زيت سكر دقيق ووووو.....الي هذا
الحد! لماذا لم يظهر أصحاب الأوشحة و البادجات الصفراء....و من بعيد لمح ذلك العجوز الذي يهتف بحماسة شديدة ضد رئيس الوزراء
ووزير المالية و قد غمر العرق بدلته الصيفية .....أما الباشا الضابط فكان يجلس في السيارة و هو يتحدث في هاتفه المحمول و يدخن سيجارته الأجنبية في استمتاع.....بقي هذا الوضع لمدة ساعتين الي أن صدر من داخل الشركة عبر المذياع الداخلي صوت غليظ عجوز
عرفه الموظفون علي الفور:مش حتشوفوا مليم زيادة طول مانتوا في الشارع...خليكوا في الشارع لحد ما الشمس تسيحكوا....أدخلوا و نتفاهم محدش فيكوا حيلوي دراعي
عندها ازداد الغليان و ارتفعت الأصوات فأيقظت الضابط و رفاقه داخل السيارة فهبط منها و وجهه أسود توجه بسرعة الي الخطوط الأمامية
و لمح المتظاهرين من خبرته الطويلة أدرك أن ذلك العجوز و الذي يمسك له الميكروفون هما "قلب المظاهرة" أجري اتصالا قصيرا فعرف
أسميهما علي الفور فناداهم عبر ميكروفون خاص توقفت المظاهرة "تعالوا نتفاهم جوه الشركة" هكذا أنطلقت كلماته
فوجيء الضابط بالأثنان يرفعان صوتهما في الميكروفون منددين بتدخله في المظاهرة ثم تلاه المتظاهرون الذين رفعوا أصواتهم أكثر
هذه المرة..... ومن بعيد لم يلمح المتظاهرون هؤلاء المدنيين الذين أندسوا وسط الصفوف و بدأوا في سب النظام و الحزب و أمين سياساته
عندها أبتسم الضابط بعدما أيقن بنجاح الخدعة و أتجه لعبد المولي و رفاقه:أضربوا ولاد الكلب دول
عندها تجرأ -ولأول مرة- العسكري عبد المولي و سأل :بس يا باشا....دول
قاطعته صفعة قوية تعلمها الضابط في أكاديمية الأمن:أنت بتقول أيه مسمعتش يا صعيدي يا بن الشرموطة
عندها فقط أستعاد عبد المولي عصايته و درعه الفايبرجلاس و أمطر المتظاهرين بالعصا السوداء بضرباته و هو يصرخ من وسط دموع
أبي أن تنحدر علي وجهه:آه يا ولاد الكلاب
أما الأستاذ سالم فقد ظلل يردد نفس الجملة و الدماء تتفجر من رأسه الأصلع....و عندما سألته زوجته عن سبب تلك الدماء في المساء
قال لها بحسرة: أصلي مشربتش الشاي الصبح

Thursday, February 28, 2008

مذكرات حجر


كل شيء كان يوحي بانه يوم عادي عند سفح الهرم.......الرمال الممتدة الي مالانهاية......الحشود الهائلة من السياح بكتبهم الصغيرة ونظرة عيونهم الذاهلة مما يروه.......عجائزهن الذين يتكلمون بسرعة شديدة بلغة تبدو كالايطالية بنهايتها الطويلة الممطوطة......بعضهم أحضر كاميرات رقمية متطورة لالتقاط الصور.......الحسناوات الألمانيات بملابسهن القصيرة الفاضحة وسجائرهن الرفيعة الداكنة......حتي المصريين لم يقدموا الجديد بأطفالهم كثيري الحركة بمخاطهم الذي يغرق الوجوه والبائعين الذين لا يكفون عن مضايقة السياح و بجيادهم ذات الكروش المتدلية بطيئة الحركة ولا ننسي نظراتهم الجائعة للألمانيات........باختصار لا شيء كان يشد انتباهه ليخرجه من ذلك الملل.....باستثناء سائحة فرنسية في العشرينات بادلته ضحكة عابثة مبتذلة عندما لاحظت نظراته الي ظهرها وهي تعقد رباط حذائها الرياضي و سرعان ما انضمت الي رفيقها ذات الضفيرة الطويلة............ثم عاد الملل مجددا قام محاولا كسر ذلك السأم الذي يصيب الجميع بعد الزيارة الثانية للأهرامات........فرد ذراعيه محدثا رفيقه الذي يشاركه نفس الملل وهو يمد يده الي الامام متخذا وضع "الباور رينجرز"و أطلق ضحكة ساخرة مخاطبا صديقه:حان وقت التبول! ثم سار بعيدا..........و هناك وأمام تلك الصخرة البعيدة شق السكون صوت "سوستة"بنطاله ولا يخفي علي أحد صوت ذلك الخرير المزعج الذي يتدفق الآن علي الرمال

.........................

كاد أن ينتهي من عمليته الحيوية الهامة و هو ينظر الي اللاشيء ..........الي أن اصطدمت عيناه بعيني رأس بشرية لجسد أسد........يا لذلك الممل!الم يطفح به الكيل الم تصاب قدمه بالتنميل علي الاقل من رقدة تجاوزت واحد وعشرين من القرون!ذلك العجوز المخرف أبو الهول؟

عندها فقط تناهي الي مسامعه صوت هادر هو مزيج من رنة معدنية وصوت أحجار تدحرج من عصر قديم

هذا ما تظنه أنت أيه الأحمق أنا اسمع و أري كل ما تفعلونه أينما تواجدتم حولي.........ما يؤسفني حقا هو تلك النعرة الكاذبة التي تتحدثون
بها مع السائحات الالمانيات ذوي السجائر الرفيعة أو الفرنسيات ......أنظري الي الراقد هناك هذا جدي يا لكم من كاذبين ! مزورين

و بذهول سبعة آلاف عام حاول أن ينطق ولكن صوته خرج متلعثما متحشرجا شأنه شأن سبعين مليون كاذبا و كسور خرجت كلماته علي نحو:الل.....ما الذ......أين.......لا اله......أنت......؟

ما تراه حقيقي أيها الجاحد ولا تغالط نفسك انت لست مصريا......أنت نتاج زواج الفاتحين العرب بالرومان أنت نتاج زواج الفرس قمبيز وفريزر نابليون ومحمد علي........والآلاف من الغزاة الذين تكالبوا عليكم كما لم يفعلوا بشعب من قبل ثم تكالب عليكم حكامكم فأطلقتوا تلك الشائعة السخيفة بأن أرضكم مقبرة للغزاة

لو أننا لسنا مصريين فماذا نكون ........ثم أن استبداد الحكام و بقائهم في السلطة هو تقليد فرعوني أيها العجوز.......يشهد بهذا بردياتكم في المقابر التي تجلس تحرسها أيها الكهل أليس كذلك؟

هؤلاء أيضا صنعوا تلك العجائب التي لا أجلس لحراستها كما تدعي فقد سرقت بعد وفاتهم أنا أجلس لمراقبتكم أنتم يا مدعي الحضارة

كان هناك علم و هندسة وفنون و طب عجزتم أنتم حتي -باعتباركم أحفادنا بالكذب-عن اكتشاف اسراره أليس كذلك؟

كل ما تقوله عن العلوم و الطب و ذلك الهراء كان في يد الكهنة في المعابد ولم يصل منها للشعب الا نذرا يسيرا

خيل اليه أن ذلك الحجري الضخم يبتسم وهو يقول:أعتقد أنهم أفضل من كهنتكم أنتم هؤلاء الذين يظهرون في الفضائيات و البال توك أولئك الذين لا يفقهون الا سب معتقدات الآخرين

و ماذا فعلت أنت للمصريين أيها الحجر بأنفك المحطم هذا؟

أنفي المحطم هذا فقدته عندما تصديت لنابليون فلم يجد ما يفعله ألا أن يحطمه........و لكنكم أنبطحتم للحكام بحجة أنه لا يجوز الخروج عليه

مادام ينطق بالشهادتين أرأيت استكانة أكثر من هذا؟

أنت تطلب الثورة أذن أنت من أنصار أن الحرية لا بد أن تراق علي أبوابها الدماء...........10 ملا يين مصري يستشهدون في سبيل حكم عادل لا يطرد سكانه أليس كذلك يا رفيق أحمس؟

كلا البتة و لا تنعتني بالرفيق مجددا

اذن لنتحالف مع الغرب هؤلاء أسياد العالم ما المانع ما الفائدة من التمسك بموروثاتكم البالية التي لا تؤكل عيش حاف كما نقول هذه الأيام أليس كذلك؟

الغرب لا يتورع عن ذبحكم أحياء مادمتم لن تحققوا مصالحه الغرب لا يعبأ بهوية الفرعون الذي يحكمكم مادام ينبطح للهرم الأبيض في واشنطن كلا هذا ليس حلا

اذن فلتخبرني يا أبو العريف......عفوا يا أبا الهول "ما الحل العبقري الذي لم نفطن اليه طوال قرون طويلة؟"

الحل في التغيير طبعا أن يطور كلا منكم نفسه بمفرده لا تنتظر مساعدة من الفرعون أو وزرائه........لن ينجدكم الا أن تكفوا عن انتظار فرصة لن تأتي قط و بأن تكفوا عن ترديد الشعارات بأنكم أعظم أمة في العالم صدقني سوف تصبحون عظماء بالفعل اذا توقفتم عن التظاهر بذلك........لا تحاول الانضمام الي معسكر شرقي أو غربي انتم هو انتم و لن يدرك ما ينقصكم الا أنتم.........لتعملوا جميعا كل في موقعه

و بعدها ليسجد كل منكم لمن يعبده........بهذا فقط يمكنكم أن ترفعوا روؤسكم بفخر و تقولوا نحن مصرييين

و أين قومك من ما تقوله لماذا انتهي تاريخكم ولم تبقوا الي الأبد بنصائح مثل نصائحك؟

سنعود صدقني سوف نبعث قريبا......و لذلك اخترعنا التحنيط كما تعلم

و ماذا لو فعلت ما قلته بالحرف ولم يحدث شيء و ظل الفرعون في قصر......و ظللنا كما نحن؟

عندها أخرج من هنا اذهب حيث شئت وعلي الأقل ستخرج مرفوع الرأس مرتاح الضمير.......أخرج فبعد رقدتي الطويلة هنا أعلم جيدا أن لو حدث هذا فسوف تمحون من التاريخ و ستعودون كما كنتم سابقا غرباء.........و الآن أذهب و لا تخبر احدا فلن يصدقك أحد....ولا أريد أن أراك تتبول مجددا هنا.....هناك مرحاض عمومي هناك حيث تركت قومك

...................................

أنت كنت فين كل ده ياب ال............مقلتليش ليه أنك حتحضر الصوت والضوء.........4 ساعات بادور علي أهلك و مش لاقيك الله يخربيت الحشيش اللي شربته وداك في داهية

الجملة السابقة مع تلك اللكزة المميزة من صديقه أفاقته من سباته و جعلته يطلق تلك الجمل المبعثرة المتحشرجة مجددا

فين ال............يا نهار أسود الدنيا ليلت وأنا نايم؟! و تثائب بقوة شديدة

أجابه صديقه بغضب غير مكتوم:أيوا يا روح ماما سيادتك نايم......و ضيعت علينا اليوم

أجابه مجددا في هدوء :مين قالك أن اليوم خلص ده لسه حيبتدي

أجابه صديقه :يعني أيه؟

أبتسم مجددا وهو ينظر نحو أبو الهول :أحنا لسه معانا سيجارتين كمان شوف بقي مين ممكن يكلمنا المرة دي؟

ضحك صديقه ضحكة عالية :أنت بتقول كلام غريب قوي......بس ما علينا يلا نصيع

و لم يدري هو اذا كانت تلك النظرة الذاهلة في عيني ذلك الحارس الحجري الضخم كانت حقيقة أم خيال......... و سرعان ما أختفيا في رمال الصحراء


تمت

Friday, February 22, 2008

عزلة


عندما يرتقي الفتي سلم المجد ينسي بغرابة أولئك الذين عند قاعدته...الذين شجعوه ووضعوه علي ذلك السلم و الغريب أن عينيه لا تبحث الاعن ما في نهايته فأما أن يصل أو سقط به السلم ليعاود المحاولة....و لكن بلا جمهور.."بروتس في يوليوس قيصر"رائعة شكسبير

لكن السلم كان لا يؤدي الي مجد يا سيدي و الجمهور لم يكن يشجع بل يحبط.....و لهذا كانت العزلة0

.................

ينايرو فبراير.....شهران كاملان لا أرغب في رؤية بشري فيهما الا لضرورة قصوي هذا بعد عبقرية اكتشاف أن لاشيء يساوي حتي البشريين الذين يسيرون بجانبك في الشوارع...و للعجب أنهم يمتلكون نفس الخصائص الفسيولوجية.......غير أنهم مطعمون بثلة من جواهر العصر النفيسة.....الكذب الخداع الوطي الي ما دون الأسفلت الذي يدوسون عليه بأرجلهم ظلما و عكسا للأدوار

هكذا و علي أصوات الشتاء القارس التي تدق علي شباك عزلتي بصوت عال بحثت عن شيء يزيدني انفصالا.....ومن المفارقات كانت رواية أما المفارقة الاكبر أنه كاتبها يساريا.....هكذا أنسحبت من حوض ماء آسن سيغ للشاربين من واطئي الأسفلت....الي منتصفه حيث ابتلعني شتاء يناير القارس.....هكذا أنتهي عصر الحوار وجها لوجه.....و بدأ عصر الحوار في صورة 535صفحة في صورة شحنات كهربية محفوظة علي قرصي الصلب

.................

من قال أن "100عام من العزلة"قصة بلا بطل رئيسي؟

تأملوا معي العقيد "أوريليانو بوينديا" الكولونيل الذي أشعل الحرب 32 مرة لا لشيء الا من اجل الثورة.....هذا من رأيته بطل القصة الرئيسي و علي الرغم من أني أكاد أجزم بحتمية ماركيز ذاتها أن أوريليانو بوينديا هو الصورة القصصية لصديق ماركيزالأشهر "الرفيق فيدل كاسترو"! ومما أضحكني في العزلة "عزلتي لا عزلة ماركيز"أن استقالة كاسترو الأخيرة التي تابعها العالم "الذي لا ينتمي اليه أشباه الفراعنة بالضرورة"تزامنت مع وفاة الكولونيل أوريليانو وقت قرائتي.......ومن الجمل التي تشعر أن كاسترو يفوح منها علي لسان "الكولونيل بعد أن اقام الأمريكييون شركة الموز في "ماكوندو"مسرح احداث العزلة....."كل هذا لأننا دعينا أمريكيا لتناول الموز في دارنا

و بحنكة بالغة كشف ماركيز كيف حولت الثورة التي تتمسك بالحكم العقيد الي ديكتاتور كاد يقضي علي أقرب أصدقاؤه لولا تدخل أمه أوروسولا البطلة الثانية لعزلة ماكوندو......و التي حاولت قدر المستطاع تخليص ماكوندو من الديكتاتور الصغير "أركاديو"وريث عرش الثورة بعد أن غادره أوريلييانو ماكوندو ليصدر ثورته غير ذات المبرر الي أقليم المستنقعات كله!و الرواية قادرة علي أن تحملك الي عالمها ببساطة لا يفسدها الا تشابك أجيالها المعقد....و علي نحو 535صفحة متصلة تتحقق كلمة محمد خليل الحاج مترجم الرواية"أنها ككل الأدب

"الرفيع تستحق أن تقرأ و ككل الحياة تستأهل أن تعاش

...................

لا أقول أن الهاتف لا ينقطع رنينه.....ولا أن بعض المقربين علقوا صورة و كتبوا عليها مفقود و لكن ما أنا فيه هو ضريبة الاهتمام بالشأن العام بعد أن صار الكل لا يهتم به أصلا وهي ضريبة لا يحصلها منك أحد.....هكذا يصير التمرد يأسا ويصير اليأس حلم داخلي ويصير الحلم أوهاما و تصير الأوهام نقمة و تصيرالنقمة تمردا من جديد هذه الحلقة البروميثيوسية المفرغة التي تترك تجاعيدا في وجهك و نارا كحولية في حلقك و دموع غير مرئية أمام مباني ايطالية الطراز علي شاطيء الاسكندرية كان لها أن تنكسر عملا ببيت شعري قديم يقول أن النار تأكل بعضها أن لم تجد ما تأكله......بهذا فقط تسقط الضريبة السابقة و تتوقف صناعة الأحلام و يصير الأمر متجددا بفضل حفنة من الأيونات علي قرص صلب كما سبق وقيل....و تصير الأمور أجمل بكثير في عزلة ......ما بعدها عزلة0

Friday, February 15, 2008

ضمة جناح


من فوق في السماء البعيدة حيث لا يمكنك التفكير في الأرض......هناك حيث يتساوي اللاوعي و الحقيقة.....قد تأتي هي بعطرها لتجدك مهيض الجناح.....يلعب العطر برأسك.....قد تفكر في العودة للأرض....قد يختفي اللاوعي و تبقي الحقيقة بمرها.......يختفي العطر....وتستغرق انت في حب حتي النخاع......ولكن كل هذا لا يعني انك في غير حاجة الي ضمة جناح هناك فقط....سوف تستطيعا
ان تتشمما العطر مجددا.
وتقفي يطل شباكك

علي وجوده علي عوده

و شايفة ملامحه في عيونك

بيصرخ صوته في جنونك

تقيد منك حروف نوره

تعدي لهفتك سوره

يطير قلبك معاه روحك

و هو المرمي و الرامي

و هو جرحك الدامي

طبيب قلبك والهامك

و شوقه يسري في عضامك

مشاعره جوه احضانك

يفجر فيكي بركانه

و فيك سره و ملامحه

شفايفك ضحكة بتسامحه

...........

ايديه مفرودة تندهلك

عيون حبه بتهتفلك

و يختارك

تلين علي ايده قضبانك

يحرر كل اوطانك

يضمك ضمة و يشيلك

يحطك فوق علي حصانه

و يجري وراك

يمشيلك

و بيك يشق و يعدي

حواجز شوق مابتهدي

ينام حلمك علي جناحه

و يرجع بيك لصباحه

و مين دا الفارس الآتي

ملامحه عليك بتهاتي

حيفضل سر جواكي

حيفضل حلمه وياكي


Friday, January 18, 2008

زهقان


مر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ميمر

اما المديح

سهل ومريح

يخدع لكن بيضر

و الكلمة دين

من غير ايدين

بس الوفا

عالحر

و اذا الشمس غرقت

في بحر الغيام

و مدت علي الدنيا

موج الضلام

و غاب البصر

في العيون و البصاير

وغاب الطريق

و الخطوط و الدواير

يا ثاير

يا فاير

يا ابو المفهومية

مفيش ابدي ليك

غير عيون الكلام

Tuesday, January 1, 2008

هبوط اضطراري : u turn

مطار القاهرة الشهير ... المطار الذي لا يحمل من القاهرة ءالا اسمها...القاهرة القذرة مقبرة النظافة لا الغزاة...مدينة الألف تجمع عشوائي لا مئذنة...تحركت يده بسرعة لتقبض علي الصحيفة اليومية المستقلة...لم يلتفت للبائع ليأخذ باقي الحساب...أنهار هادرة تجري داخل عقله في اتجاه واحد بلا رجعة مئات الاصوات تتشاجر بصالة الانتظار و الكل يصب نحو بوابة الخروج... لا يريد الباقي من الحساب و ربما لن يقرأ هذه الصحيفة مجددا....و كم كان حدسه صادقا...فعلي الرغم من تململ بعض الركاب وتأففهم من صوت تقليب الصفحات...الا أنه جلس ليري أخبار وطنه كم تبدو الكلمات مضحكة حينما تستعمل لأول مرة...."اخبار الوطن"هذا هو عنوان الصفحة الأولي فساد بالمحليات فوضي بالعشوائيات....فلان هاجم علان أمس علي التلفاز.....استمر في تقليب الصفحات أزهي عصور الديمقراطية...الدور الريادي لمصر في القضية الفلسطينية آخذ في التراجع, عشرات الكتاب يصرخون مطالبين بالتغيير و الحربة والديمقراطية.......أما آن لهم ان يصدقوا لمرة واحدة أنهم يحرثون في البحر...أما آن لهم أن يدركوا أن الوضع باق كما هو عليه..."اذهبوا الي الجحيم حتي... و من يهتم؟"هكذا توقفت الانهار و هدأت الاصوات و قبضت أصابعه المتوترة علي أوراق الجريدة مكورة أياها... مناولة أياها للمضيفة التي دهشت من توتر ذلك الراكب الأحمق و لكن لم يمنعها هذا من منحه ابتسامة عملية مع السؤال التقليدي عن ماهية المشروب الذي يفضله..."اي شيء يساعدني علي النوم"جرع الكاكاو الساخن في سرعه وهو يضع رأسه علي مسند المقعد وأد محاولة العجوز الشمطاء في الحديث معه....مجرد حلقات مملة في مسلسل ممل هكذا كانت حياته مجرد صراعات لا تفضي الي شيء العشرات من أصدقاؤه كانوا يهاجمون النظام مثله... هم نفسهم الآن الذين يرفلون في احذية جلدية لامعة وبدل أرماني و حينما يتورطون في مشكلة بسيطة يسارعون بابراز كارنيه الحزب.... الكل باع الا هو فماذا حدث؟ سنوات من العزلة والتمرد الداخلي هي التي جففت توقيعه علي استمارات الهجرة....."هروب"ليكن في كل الاحوال لم يكن يتخيل يوما أن يصير مثلهم......منافقون مغرضون..ماسحي جوخ وأحذية رجال النظام....متسلطون كسالي,خبثاء,لعناء,قلبهم يمتليء بالغل و عيونهم تمتليء بالحقد......لهذا كان القرار ....ارض جديدة و أحلام جديدة فلتذهب السياسة الي الجحيم كان عليه ان يلحق بقطار الهجرة قبل أن يحترق في قطارات الحزب و ما أكثر حرائقه.........و
يا ءالهي هكذا كانت اول كلماته عند خروجه من المطار لم يكن يتوقع بأي حال من الاحوال أن تكون مدينة الأحلام الكبيرة بتلك الفخامة علي الرغم من أنه قرأ الكثير جدا عنها حتي صار يعرفها نظريا كراحة يديه....الوجوه كانت باردة كالثلج ثلج المدينة التي لا تنام .... ابتداء من موظف الجوازات البغيض الذي تجاوزه منذ قليل الي هؤلاء الذين يسيرون امامه في عجله كم هم حمقي هكذا كان يحدث نفسه لو أدركوا ما هم فيه من....."ما الذي تفعله هنا يا ملون يابن العاهرة؟"هكذا ابتدأت الاعتراضات العنصرية من سيارة دفع رباعي مقرونة ب"كان"من الجعه ارتطمت بأم رأسه.... لم يحزن كثيرا هو يعرف جيدا أنه غريب ملون حتي لو حصل علي هوية جديدة كما كان يخطط لن يصير مواطنا... ولكن من يهتم؟ هكذا قال لنفسه وهو يقطع الشارع تلو الآخر رفع ذراعه فقط فوقفت سيارة الأجرة الشهيرة الصفراء"الي أين تذهب؟" هكذا سأله السائق الهندي علي الأرجح ...."لا أعلم علي وجه التحديد..و لكن الي مكان هاديء استطيع أن أتناول وجبة ساخنة و المبيت" ابتسم السائق في سخرية و هو يدير المحرك.....بمنتهي الاهتمام كان يراقب الشارع الوجوه العلامات الاعلانات..الاطفال العجائز...الجميع يبدون متأنقين الوجنات يكاد الدم ان ينبجس منها دلالة علي الصحة....الكل في محيطه كان يعمل كالساعه السويسرية....الفارق الوحيد أن هناك شيء لا يدرك ماهيته علي التحديد ينقصهم...أهو ذلك الطابع الشرقي الذي أعتادته عيناه لعقود وعقود....هذا يعيبه هو فلم يكن من المفترض ان ترتفع المآذن و يصيح الباعة في الشوارع..بل ولماذا تبحث عينه عن ما هرب منه عقله؟ هل النوستالجيا تصيبنا خلال دقائق قصيرة ... ما كان يدهشه حقا هو ذلك الهدوء الاسطوري الهدوء الذي يعلن كل وهلة أن الايام القادمة لن تكون سهلة وأن عليه أن يلفظ روحه الشرقية وأن يطلي افكاره بتلك النزعة التي يراها أمامه....هل سيصير مجرد واحد من هؤلاء الرأسماليين الذين كان يسبهم في وطنه...الشعور بالاغتراب شيء قاسي حقا لكن الشعور بالعجز بالظلم بالقمع بالفراغ حتما أسوأ فالشعور الأول سيدفع ضريبته بهدوء.....أما الباقي فكان يتهرب من دفعه ضرائبه وهو هناك 0000فهل يتراجع الآن؟"سيدي ,استيقظ فنحن علي وشك الهبوط"هكذا قالت المضيفة بنفس الابتسامة السابقة فأجاب منذهلا "لم أكن أعرف انني قد غفوت الي هذا الوقت"ردت المضيفة بضحكة رسمية "نحن لم نكمل الساعة الأولي من الطيران و لكن خلل فني بسيط سيجعلنا مضطرين الي العودة للقاهرة مجددا"أندهش
مجددا و اطارات الطائرة تحتك بالأرض نظر بهدوء الي سلالم الطائرة نزل الدرجات ببطء و هو يتطلع الي مطار القاهرة مجددا بعد أقل من ساعة..... كان يتخيل أنه لن يراه بعد الآن فيجده ملء السمع والبصر بعد أقل من ساعه.....أرتفع صوت المذيع الداخلي معلنا عن بدء اقلاع الرحلة الجديدة....من المذهل حقا أن تعرض الفرصة عليك مرتين متتاليتين في أقل من ساعة....نظر الي الطائرة الجديدة الرابضة في ارض مطار القاهرة..... شخص ببصره نحو المباني البعيدة..... رفض العرض مرة أخري.... جرع الكاكاو مجددا .... ثرثر مع الشابة الجميلة التي تجلس بجواره... عندها تسألت المضيفة ذات الطابع الرسمي هل هو غبي....و لكن من يهتم؟