The godfather cast

Friday, January 16, 2009

bipolar depression


الواقع المنحط يفرز فنا منحطا" هذه المقولة قالها الفرنسي فيكتور هوجو يوما ما و ما أبدع المصريون اليوم مثالا للأنحطاط ليس فنيا فحسب و لكن في كل شيء خلقيا و اجتماعيا و دينيا علي عكس ما يتصور الجميع... صار المجتمع المصري كمزرعة البكتيريا التي كنت أراها منذ سنتين و نصف.... ما ان تلامس بؤرة فيها حتي تنتابك العدوي.... صار من الكوميدي الآن أن تتحدث عن كليشيهات مثل أخلاق القرية....
للراحل السادات.... أن تتحدث عن ملامح الشخصية المصرية... لأنها لم تعد بملامح تقريبا صارت مخلجنة تارة متأمركة تارة أخري....لقد ذابت الشخصية المصرية في بحر خضم من الفساد و التسلط و الشمولية و فقد المكانة و غياب الحريات صار المجتمع المصري-أغلبه- مجموعة من الفهلوجية الذين يريدون تحصيل المال بأي صورة بغض النظر عن مصدره و صارت القشور هي الجزور.... صار الممتعض هو المعتقد
و صار الباغي هو الناجي.... و غاب العدل عن مصر كما لم يفعل منذ أيام المماليك..... و اصبحنا نعيش في دولة خدعة رخوة لا يشرف أي من لا يمتلك جنسيتها أن يحصل عليها كما قال مصطفي كامل...... ان الحضارات كالبشر تولد و تشب وتشيخ و نحن الآن في مرحلة الشيخوخة
و ننتظر فقط النهاية و المشكلة أن النهاية طالت بشدة فصرنا نؤدي بلا سيناريو و صار الفيلم مملا رتيبا..... صار من يعرف ينتظر اللحظة التي نلقي فيها القفاز فى وجه خصمنا.... وأن ننظر للحكم ليبدأ بالعد
............................................
من هنا تبدأ هيبة الدولة هذه الجملة قالها مؤسس الجمهورية الخامسة شارل ديجول الفرنسي الآخر و هو يشير الي جندي البلدية حارس الشانزليزيه الذي يقف مختالا ببزته العسكرية في انضباط..... هذه الجملة تطاردني كأحلام اليقظة في كل مكان أذهب اليه الآن أراها و أنا أقف في اشارة المرور و أنظر الي العسكري البائس و هو يلهف ورقة نقدية لكي لا يسجل مخالفة..... حين أنظر الي سرير مريض خال في المستشفي الأميري بقسم القلب و عليه قطة متسخة تموء..... حين أذهب الي المحكمة و تتعالي الصرخات و تنسكب الدموع...... حين أري رفح المصرية و فد طالها القذف الاسرائيلي.... حين أجلس مع أخي الصغير الذي يتلقي تعليمه في مدرسة خاصة ولا يكتب حتي الآن جملة صغيرة صحيحة..... حين أذهب الي حديقة عامة في محطة الرمل و أراها تعج بالروث و البشر و الصخب.... حين يموت يوسف .....أبورية لأن المالية رفضت الافراج عن منحة الشارقة.... و كأن الدولة ترفض حتي أن نتسول.... الدولة ترفضنا عموما...... أشعر بالرفض عموما
في كل مناسبة ..... لقد حضرت مؤخرا مؤتمرا لمصطفي السيد الحاصل علي وسام العلوم الأمريكي كنت أجلس و أشاهد نظرات الأكبار و الجلال في وجه أساتذة الكلية ليس لأنجازه الذي لم يفقهه أحد من الحضور و لكن لأنه قادم من الولايات المتحدة و كأن النبطاح لكل ما هو خارجي صار فضيلة.....وقفت ليلتها أمام صورة الرئيس المصري فوق نقطة شرطة الأنفوشي و ألقيت القفاز و أشرت لكليهما من هنا تبدأ وكسة الدولة

Thursday, January 1, 2009

السنوات السبعون

سنوات عمري السبعين... هي ما أتاحت لي معرفة نوعها منذ اللحظة الأولي بائعة هوي من الدرجةالأولي مساحيق التجميل الموزعة يعشوائية تتوارثها اجيالهن منذ ظهور المهنة و :انها جين يسري فيهن.... لا تختلف بائعات الهوي كثيرا هنا أو في دلهي أو نيو يورك... في دبي و برلين.... في طوكيو أو حتي بطرسيبرج في ريو أو في مونتريال......... يجمعهن سعورا واحدا السعور بالرخص..... كنت قد خرجت من البار في سان جيوفاني في أول يوم لعودتي الي الاسكندرية للمرة الأولي منذ 12 عاما كاملة...... كنت هادئا ثملا بنشوة الخمر و لا أرغب في اضاعة وقتي الثمين..... في مهنة كالتي أعملها -العلاقات العامة- تتميز بعدة أمور أهمها هو قدرتك علي اكتساب مظهرا ما لفترة طويلة للغاية و هو ما يعني أنني أصغر عن سني شكلا بما يزيد علي العشرين عاما كاملة ..... و للأسف الأسكندرية ماذالت كما هي في الشتاء وحيدة مبتلة و غارقة في الصمت...... أما لأنها لا تستطيع الاحتفاظ بمظهرها أو لأنها تجاوزت السبعين بكثير....... اتكأت علي يد شمسيتي الأثيرة..... و أنطلقت خلف تلك اللبؤة المفترسة ذات الشعر المهمل و الفستان القديم..... و الحذاء الرث ....و تركت الغضة بنت الخامسة و العشرين...... لشخص ما يرتدي قفطانا أبيض و ويدخن سيجارا كوبيا فاخرا....في سيارة تبتلع ثلث عرض الكورنيش...... لم أتركها من أجله لأنه شاب..... ولكنني بخبرة سبعون عاما أدركت أن ذلك المستعرض لن يصمد أمامها الا لدقائق معدودة وسيغدق عليها لكي يواري عاره رمال الصحراء... وبذلك أكون ساهمت في عودتها مبكرا الي حيث تنتمي....... الأزقة الضيقة
..........................................
-2-
في الخمسينيات كنت أتسلل لمطبخ منزلنا المنيف في زيزينيا لمقابلة زوبة الخادمة كانت تكبرني بسبعة أعوام كانت مهملة و رثة هي الأخري
كنت أقضي ليلتي بين اخضانها و علي الرغم من القهر الانساني في أعمال المنزل يوميا.... الا أنها كانت تقابلني بمنتهي الترحيب و أكاد أجزم أن رائحة جسدها هي الأروع علي الأطلاق....... بعد الباريسات السقروات و سمراوات أسبانيا و الأمريكيات المثرثرات لا أجد رائحة جسد مثلها..... كنت أعود الي غرفتي سعيدا و تنام هي ملء جفنيها و أهلي ينامون سعداء بالطبع لأنهم لا يعرفون شييء.......تذكرت هذا للتو و أنا أخلع ملابسي بجانب سيدة الكورنيش التي كانت مقلة في الكلام...... كل ما قالته أن اسمها شاهندة طبعا لست ساذجا لأصدق هذا .... و لكنني رددت لها الغموض و قلت لها أسمي كامل........ رحبت بعبارات جديدة لم آلفها مثل برنس علي حد علمي أن جدي هو آخر من يحمل لقب برنس في أسرتنا ..... أعتبرتها مجاملة.... و أنهيت ما أردته في ربع ساعة........قامت هي بسرعة لتغطي جسدها المترهل الواهن الذي لامسته منذ قليل........ بضحكة صفراء قالت لي لا تبدو مثل من هم في الخمسين صحتك أفضل كثيرا........ ما قصتك؟ هكذا سألتها باهتمام....... لا يوجد جديد لن أخبرك عن أبي المدمن و امي المتوفية أو عن زواج مبكر من خليجي.... ضحكت أنا هذه المرة لا طبعا لا توجد امرأة في الخمسينيات تمارسه لهذا السبب....... الحاجة لا أكثر ولا أقل..... كنت متزوجة و مات زوجي دون معاش تزوجت من رجل آخر كان يعيش كل يوم كأنه الأخير لذا مات و ورطني بديونه..... كان لي ابن و لكنه سافر منذ زمن طويل و لم يعد يسأل عني أنا الآن في السبعون....... أتسع فمي عن آخره ...... نعم ألا تصدق أنا أبلغ سبعون عاما و أمارسه ماذا في هذا لولاه لكن ميتة علي قارعة الطريق منذ زمن..... لقد كنت أعمل عملا محترما يوما ما كنت أستطيع فيه أن أحافظ علي مظهري لأاطول فترة ممكنة...... كان هذا سهلا.... و لكن اللعنة علي هؤلاء السبعون عاما!..... و تركتني مسرعة و أنا أجلس علي الأريكة أعب الويسكي بحسرة علي سنوات عمري السبعون الذين قضيتهم خارجها