The godfather cast

Friday, December 28, 2007

أبانجا

صباح جديد..مليء بالفراغ والامبالاة..ارتديت ملابسي القطنية علي مهل ونزلت الي الشارع..5 دقائق فقط اقطعها علي شريط الترام لأصل الي "ابانجا"..ابانجا حارة شهيرة ليست في بحري فقط لكن علي مستوي الاسكندرية..وهي شهيرة لنوعين فقط من الناس النوع الأول عشاق المخدرات ايا كانت نوعها..و النوع الثاني لعشاق الفتيات الساقطات التي تشتهر بهن ابانجا علي قريناتها من الحارات الاخري..ابانجا حارة لن تجد مثلها في الاسكندرية..فهي لا تضم في ربوعها الا اوكار تصنيع الحشيش و"الكيمياء"و بيوت المتعة الحرام بكل ماتحمله الكلمة من معني و دون ادني مبالغة... لم اسمع يوما عن اسرة فاضلة تقطن هناك حتي الذين عرفتهم يوما وكنت اتخيلهم في الدرك الاسفل لا يقطنون هناك... دون الخوض في ديموجرافية المكان اكثر ابانجا مثلها مثل بقية الحارات الشعبية...الكل يعرف الكل لانتمائهم لأصول واحدة لهم كبير يخشاه الجميع.. السيدات يسرن سافرات وحفايا في الحارة الضيقة بل وتسير قلة من الفتيات بقمصان نومهن في الصباح دون خجل... انهم يرتدون الاغطية فقط خارج الحارة... الفارق الوحيد انه لا يوجد في الحارة شيخ او واعظ وان الخجل والشعور بالعار منعدم الا خارجها فقط...للاسباب السابقة لا يدخل عاقل هذه الحارة بمفرده ليلا...الصباح الباكر هو الأكثر امنا والأقل سعرا للمخدرات كذلك... اما الدعارة فليس لها زبائن في الصباح كما هو معلوم....من المضحك ايضا ان التجارة بالداخل تأخذ طابعا مؤسسيا.....هذا ما لاحظته عندما طلبت من البائع قرشا كاملا من الحشيش فنظر الي حذائي الرياضي و هو يهرش في شعر راسه المكوي بالبوتاس المصبوغ بمياه الاكسجين الرخيصة و رد قائلا"اربعين جنيه يا صاحبي...ثانية واحدة اطلع اجيبهولك من عند شركة البرشامة" ضحكت في سري لكلمة شركة... تخيلوا علي الطويل تاجر الحشيش الصغير علي رمال الشاطيء دخل في شراكة مع موظف بحي الجمرك"و"هو تاجر ايضا" و يطلقوا علي مكان البيع شركة.....وقفت بنظرة خالية واشعلت سيجارة انطلق دخانها في سرعة معلنا مقتي الشديد للانتظار..... وبينما انا واقف محلك سر كما يقولون تنامي الي أذني ضحكة خليعة للغاية من امام احدي البيوت...فتاة في بداية العشرينيات ترتدي بنطلون جينز ضيق للغاية وفوقه ارتدت شيئا غريبا هو اشبه بقميص نوم مصنوع خصيصا من اجل البنطلون...يكشف عن اجزاء شاسعة من ظهرها ورقبتها وصدرها اما ذراعيها فكانا عاريين تماما و قد انتشر علي رقبتها بعض من قبلات الحب...فزادتني تقززا....كانت تتصنع الجد وهي تقول بلهجة غريبة.."من وين انتا"طبعا لم تكن تتحدث معي فقد اخبرتكم سلفا ان جسدها ليس للبيع في الصباح كانت تتحدث في هاتفها المحمول...."معك سيارة....اوكي حبيبي متين جنيه" اخرجت سيجارة كليوباترا من تحت شعرها الاشقر المصبوغ واشعلتها "لا لا مو كتير انت مش تبي تنبسط"زفرت الدخان في حنق "سيدي بشر صبايها فلاحين...عالأصل دور"و اطلقت مجددا تلك الضحكة الخليعة..."اوكي...بكرة الساعه 11 عند سان استيفانو بحبج" قالتها في ظفر ووجهها يحمل ابتسامة شيطانية تناقضت مع عيناها الخضراوان..... هي تتحدث مع ثري عربي ءاذن كم هي بلهاء اذا اعتقدت ان هذا الثري يفضل جسدها عن غيرها من الساقطات "و هو منطق شهير عند بعضهن" ربما يفضلها لأنه يعلم انها خادمة ستقوم بأي شيء شاذ من اجله سيستغل جسدها بمجرد 200 جنيه علي الاقل سائقه يتقاضي ثلاث اضعافهم"و هو منطق شهير عندهم"فتاة مثلها تقف في الشارع تدخن و تتفق علي ممارسة الرذيلة دون ان يطرف لها جفن....المعادلة ابسط من الخيال مهنة تتوارثها هي الاكثر ادرارا للدخل من عمل حكومي يتلخص في حضور وانصراف... وبعدها تتسول لكي تستطيع اكمال الشهر.... من يعلم قد يعجب بها أحدهم و قد يتخذها رفبقة او عشيقة و......"أماااااااااااااااااااا" هكذا نادت بصوت غجري في منتصف الشارع.... انفتح "شيش" البلكونة في الدور الاول لتخرج طفلة صغيرة هي قطعا ليست"أما"التي كانت تناديها "أحدفي الطرحة يا بت بسرعة عشان الحق اروح السوق"دخلت الطفلة لتجيب طلبها أما هي فقد القت نظرة خاوية علي و هي تدخل الي مدخل العمارة ثم تعود ومعها شنطة السوق... اخرجت منها معطفا فاخرا يتناقض مع الشنطة ارتدته فخفا كل ما كان عاريا خرجت الطفلة ومعها الطرحة القتها من البلكونة.... التقفت هي الطرحة لتغطي بها شعرها ووجهها...."ستي بتقولك متنسيش تجيبلها الفوار" عدلت من وضع الايشارب قليلا لتخفي خصلات شعرها ..... وما أن أستقر الايشارب كما أرادت اختفت نظرتها الشيطانية السابقة ..و حل محلها نظرة هي مزيج من الملائكية و التعب و قلة النوم و سارت بخطوات هادئة نحو بداية الحارة.... أقترن هذا بصوت ال"ديلر" وهو يناولني سيلوفانة هي ليست باي حال من الاحوال قرشا"ميغركش منظره... بس و النعمة حتشربه و حتجيلي بليل....ايدك بقي عل الفلوس يا زميل"

3 comments:

sherif gharib said...

ايه يا هيما على الفكره على الرغم من ان انا عارف الحاره اللا انى بد عايز فى يوم اقتحم هذا العالم المجهول
يعنى كثريا ما يراودنى احساس البحث وراء كل هذه التفاعلات و ما مصدرها
مع انى عارف انها ممكن تكون مره و اخر مره
هههههههههه


تحياتى بس على فكره
جورج سيدهم

3LY said...

elnas de 7yathom keda ,, ma testaghrabsh ,, eldonia feha kol 7aga .. 3andohom da mosh 3eb wla 7ram ,, da el 3ady ,,

Zivago said...

علي منورني ..بس حاول تكتب عربي