The godfather cast

Friday, February 22, 2008

عزلة


عندما يرتقي الفتي سلم المجد ينسي بغرابة أولئك الذين عند قاعدته...الذين شجعوه ووضعوه علي ذلك السلم و الغريب أن عينيه لا تبحث الاعن ما في نهايته فأما أن يصل أو سقط به السلم ليعاود المحاولة....و لكن بلا جمهور.."بروتس في يوليوس قيصر"رائعة شكسبير

لكن السلم كان لا يؤدي الي مجد يا سيدي و الجمهور لم يكن يشجع بل يحبط.....و لهذا كانت العزلة0

.................

ينايرو فبراير.....شهران كاملان لا أرغب في رؤية بشري فيهما الا لضرورة قصوي هذا بعد عبقرية اكتشاف أن لاشيء يساوي حتي البشريين الذين يسيرون بجانبك في الشوارع...و للعجب أنهم يمتلكون نفس الخصائص الفسيولوجية.......غير أنهم مطعمون بثلة من جواهر العصر النفيسة.....الكذب الخداع الوطي الي ما دون الأسفلت الذي يدوسون عليه بأرجلهم ظلما و عكسا للأدوار

هكذا و علي أصوات الشتاء القارس التي تدق علي شباك عزلتي بصوت عال بحثت عن شيء يزيدني انفصالا.....ومن المفارقات كانت رواية أما المفارقة الاكبر أنه كاتبها يساريا.....هكذا أنسحبت من حوض ماء آسن سيغ للشاربين من واطئي الأسفلت....الي منتصفه حيث ابتلعني شتاء يناير القارس.....هكذا أنتهي عصر الحوار وجها لوجه.....و بدأ عصر الحوار في صورة 535صفحة في صورة شحنات كهربية محفوظة علي قرصي الصلب

.................

من قال أن "100عام من العزلة"قصة بلا بطل رئيسي؟

تأملوا معي العقيد "أوريليانو بوينديا" الكولونيل الذي أشعل الحرب 32 مرة لا لشيء الا من اجل الثورة.....هذا من رأيته بطل القصة الرئيسي و علي الرغم من أني أكاد أجزم بحتمية ماركيز ذاتها أن أوريليانو بوينديا هو الصورة القصصية لصديق ماركيزالأشهر "الرفيق فيدل كاسترو"! ومما أضحكني في العزلة "عزلتي لا عزلة ماركيز"أن استقالة كاسترو الأخيرة التي تابعها العالم "الذي لا ينتمي اليه أشباه الفراعنة بالضرورة"تزامنت مع وفاة الكولونيل أوريليانو وقت قرائتي.......ومن الجمل التي تشعر أن كاسترو يفوح منها علي لسان "الكولونيل بعد أن اقام الأمريكييون شركة الموز في "ماكوندو"مسرح احداث العزلة....."كل هذا لأننا دعينا أمريكيا لتناول الموز في دارنا

و بحنكة بالغة كشف ماركيز كيف حولت الثورة التي تتمسك بالحكم العقيد الي ديكتاتور كاد يقضي علي أقرب أصدقاؤه لولا تدخل أمه أوروسولا البطلة الثانية لعزلة ماكوندو......و التي حاولت قدر المستطاع تخليص ماكوندو من الديكتاتور الصغير "أركاديو"وريث عرش الثورة بعد أن غادره أوريلييانو ماكوندو ليصدر ثورته غير ذات المبرر الي أقليم المستنقعات كله!و الرواية قادرة علي أن تحملك الي عالمها ببساطة لا يفسدها الا تشابك أجيالها المعقد....و علي نحو 535صفحة متصلة تتحقق كلمة محمد خليل الحاج مترجم الرواية"أنها ككل الأدب

"الرفيع تستحق أن تقرأ و ككل الحياة تستأهل أن تعاش

...................

لا أقول أن الهاتف لا ينقطع رنينه.....ولا أن بعض المقربين علقوا صورة و كتبوا عليها مفقود و لكن ما أنا فيه هو ضريبة الاهتمام بالشأن العام بعد أن صار الكل لا يهتم به أصلا وهي ضريبة لا يحصلها منك أحد.....هكذا يصير التمرد يأسا ويصير اليأس حلم داخلي ويصير الحلم أوهاما و تصير الأوهام نقمة و تصيرالنقمة تمردا من جديد هذه الحلقة البروميثيوسية المفرغة التي تترك تجاعيدا في وجهك و نارا كحولية في حلقك و دموع غير مرئية أمام مباني ايطالية الطراز علي شاطيء الاسكندرية كان لها أن تنكسر عملا ببيت شعري قديم يقول أن النار تأكل بعضها أن لم تجد ما تأكله......بهذا فقط تسقط الضريبة السابقة و تتوقف صناعة الأحلام و يصير الأمر متجددا بفضل حفنة من الأيونات علي قرص صلب كما سبق وقيل....و تصير الأمور أجمل بكثير في عزلة ......ما بعدها عزلة0

4 comments:

القلم السكندري said...

بصراحة أن جذبني البوست السابق ضمة جناح

لكن لسة مقرأتش البوست الجديد

مريت عليه سريعا

دي أول زيارة ليا لمدونتك

أحيي قلما يملك زمام الكلمات

وأسلوبا يسمو كثيراً في زمن تدنت فيه الأساليب.. واغتربت اللغة بين ابنائها

تحياتي

3LY said...

awalan , ya3ny eyh promethuseya ?
thaneyan ahaneek 3la qrar 3ozlet elnesr el garee2, wel wsool lel 7a2ee2a ,, ed3eely awsalaha

Zivago said...

علي
برميثيوسية=هي العذاب المتكرر للابد و هي من الأدب الأغريقي.....ثانيا العزلة ليست قرارا سهلا.....و ليست قرارا صوابا في جميع الحالات...هناك من يهرب معتزلا....و هناك من يتفرغ معتزلا...وهناك من يعتزل بسبب الاغتراب عما حوله...و جميعهم في كل الاحوال ينتظرون تحسن البيئة المحيطة...و عندها عندها فقط سيخرجون مجددا الي العالم الذي تركوه ليتوافقوا مجددا معه....و هذا يا عزيزي هو ما يسمي الاندماج و هذا قصة مختلفة
تحياتي

Zivago said...

القلم السكندري
أحرجتني لدرجة أني مش عارف اكتب لكن علي العموم أتمني أن البلوج يكون عجبك
و اتمني تكرار الزيارة
تحياتي يا نجم