..........................................
-2-
في الخمسينيات كنت أتسلل لمطبخ منزلنا المنيف في زيزينيا لمقابلة زوبة الخادمة كانت تكبرني بسبعة أعوام كانت مهملة و رثة هي الأخري
كنت أقضي ليلتي بين اخضانها و علي الرغم من القهر الانساني في أعمال المنزل يوميا.... الا أنها كانت تقابلني بمنتهي الترحيب و أكاد أجزم أن رائحة جسدها هي الأروع علي الأطلاق....... بعد الباريسات السقروات و سمراوات أسبانيا و الأمريكيات المثرثرات لا أجد رائحة جسد مثلها..... كنت أعود الي غرفتي سعيدا و تنام هي ملء جفنيها و أهلي ينامون سعداء بالطبع لأنهم لا يعرفون شييء.......تذكرت هذا للتو و أنا أخلع ملابسي بجانب سيدة الكورنيش التي كانت مقلة في الكلام...... كل ما قالته أن اسمها شاهندة طبعا لست ساذجا لأصدق هذا .... و لكنني رددت لها الغموض و قلت لها أسمي كامل........ رحبت بعبارات جديدة لم آلفها مثل برنس علي حد علمي أن جدي هو آخر من يحمل لقب برنس في أسرتنا ..... أعتبرتها مجاملة.... و أنهيت ما أردته في ربع ساعة........قامت هي بسرعة لتغطي جسدها المترهل الواهن الذي لامسته منذ قليل........ بضحكة صفراء قالت لي لا تبدو مثل من هم في الخمسين صحتك أفضل كثيرا........ ما قصتك؟ هكذا سألتها باهتمام....... لا يوجد جديد لن أخبرك عن أبي المدمن و امي المتوفية أو عن زواج مبكر من خليجي.... ضحكت أنا هذه المرة لا طبعا لا توجد امرأة في الخمسينيات تمارسه لهذا السبب....... الحاجة لا أكثر ولا أقل..... كنت متزوجة و مات زوجي دون معاش تزوجت من رجل آخر كان يعيش كل يوم كأنه الأخير لذا مات و ورطني بديونه..... كان لي ابن و لكنه سافر منذ زمن طويل و لم يعد يسأل عني أنا الآن في السبعون....... أتسع فمي عن آخره ...... نعم ألا تصدق أنا أبلغ سبعون عاما و أمارسه ماذا في هذا لولاه لكن ميتة علي قارعة الطريق منذ زمن..... لقد كنت أعمل عملا محترما يوما ما كنت أستطيع فيه أن أحافظ علي مظهري لأاطول فترة ممكنة...... كان هذا سهلا.... و لكن اللعنة علي هؤلاء السبعون عاما!..... و تركتني مسرعة و أنا أجلس علي الأريكة أعب الويسكي بحسرة علي سنوات عمري السبعون الذين قضيتهم خارجها
6 comments:
أول مرة من فترة أقرأ قصة باهتمام كده , مش عارفة بس على طول بأنجذب للكتابات ذات الطابع الانسانى أو بتتعامل مع المشاعر الانسانيةو خاصة لو كانت بسيطة ,
يلا هما الجماعة الاسكندرانية كلهم كده دماغهم حلوة
تحياتى ليك و كل سنة و أنت طيب
هيما زيفاجو
عفريت يشكو العزلة عبر سبعين عام... كل مهمته الرئيسة اكتساب مظهر ما لائق لفترة طويلة للغاية تجعله يبدو او تجعله متمسكاً بأكسير ما ينقص العمر.....وعنها ....لقد كنت أعمل عملا محترما يوما ما كنت أستطيع فيه أن أحافظ علي مظهري لأاطول فترة ممكنة....توحد مذهل اكاد اراه بين زوجين من السنوات السبعون جعلتني لا استغرب كثيرا قوم يؤمنون بتناسخ الارواح او ما يشبها من احجيات التوحد والمرايا وسنوات السفر
مودتي
سارة نجاتي
الاسكندرانية أفضل ناس في وجهة نظري
تتعامل مع البحر و الرواية الانسانية
بتجريد هائل ليس لأنني سكندريا و لكنها أشعة البحر المتوسط... التي تذيب جبل الجليد و البرود الثقافي و العاطفي....
تحياتي
أيمن
ربما كانت العزلة محاولة لكي لا نكون جزء من النمط... التوحد مع المجهول
لرفضنا للمعلوم و لكن يا عزيزي تسري القاعدة القديمة من يرفض الحياة ترفضه
و لكن السؤال هل هذا جزء من النمط السائد.... أو هو نوع من التوحد معه؟
ما أنا اسكندرانية زيك , بس متعصبة بقى هههه
Post a Comment