The godfather cast

Thursday, January 1, 2009

السنوات السبعون

سنوات عمري السبعين... هي ما أتاحت لي معرفة نوعها منذ اللحظة الأولي بائعة هوي من الدرجةالأولي مساحيق التجميل الموزعة يعشوائية تتوارثها اجيالهن منذ ظهور المهنة و :انها جين يسري فيهن.... لا تختلف بائعات الهوي كثيرا هنا أو في دلهي أو نيو يورك... في دبي و برلين.... في طوكيو أو حتي بطرسيبرج في ريو أو في مونتريال......... يجمعهن سعورا واحدا السعور بالرخص..... كنت قد خرجت من البار في سان جيوفاني في أول يوم لعودتي الي الاسكندرية للمرة الأولي منذ 12 عاما كاملة...... كنت هادئا ثملا بنشوة الخمر و لا أرغب في اضاعة وقتي الثمين..... في مهنة كالتي أعملها -العلاقات العامة- تتميز بعدة أمور أهمها هو قدرتك علي اكتساب مظهرا ما لفترة طويلة للغاية و هو ما يعني أنني أصغر عن سني شكلا بما يزيد علي العشرين عاما كاملة ..... و للأسف الأسكندرية ماذالت كما هي في الشتاء وحيدة مبتلة و غارقة في الصمت...... أما لأنها لا تستطيع الاحتفاظ بمظهرها أو لأنها تجاوزت السبعين بكثير....... اتكأت علي يد شمسيتي الأثيرة..... و أنطلقت خلف تلك اللبؤة المفترسة ذات الشعر المهمل و الفستان القديم..... و الحذاء الرث ....و تركت الغضة بنت الخامسة و العشرين...... لشخص ما يرتدي قفطانا أبيض و ويدخن سيجارا كوبيا فاخرا....في سيارة تبتلع ثلث عرض الكورنيش...... لم أتركها من أجله لأنه شاب..... ولكنني بخبرة سبعون عاما أدركت أن ذلك المستعرض لن يصمد أمامها الا لدقائق معدودة وسيغدق عليها لكي يواري عاره رمال الصحراء... وبذلك أكون ساهمت في عودتها مبكرا الي حيث تنتمي....... الأزقة الضيقة
..........................................
-2-
في الخمسينيات كنت أتسلل لمطبخ منزلنا المنيف في زيزينيا لمقابلة زوبة الخادمة كانت تكبرني بسبعة أعوام كانت مهملة و رثة هي الأخري
كنت أقضي ليلتي بين اخضانها و علي الرغم من القهر الانساني في أعمال المنزل يوميا.... الا أنها كانت تقابلني بمنتهي الترحيب و أكاد أجزم أن رائحة جسدها هي الأروع علي الأطلاق....... بعد الباريسات السقروات و سمراوات أسبانيا و الأمريكيات المثرثرات لا أجد رائحة جسد مثلها..... كنت أعود الي غرفتي سعيدا و تنام هي ملء جفنيها و أهلي ينامون سعداء بالطبع لأنهم لا يعرفون شييء.......تذكرت هذا للتو و أنا أخلع ملابسي بجانب سيدة الكورنيش التي كانت مقلة في الكلام...... كل ما قالته أن اسمها شاهندة طبعا لست ساذجا لأصدق هذا .... و لكنني رددت لها الغموض و قلت لها أسمي كامل........ رحبت بعبارات جديدة لم آلفها مثل برنس علي حد علمي أن جدي هو آخر من يحمل لقب برنس في أسرتنا ..... أعتبرتها مجاملة.... و أنهيت ما أردته في ربع ساعة........قامت هي بسرعة لتغطي جسدها المترهل الواهن الذي لامسته منذ قليل........ بضحكة صفراء قالت لي لا تبدو مثل من هم في الخمسين صحتك أفضل كثيرا........ ما قصتك؟ هكذا سألتها باهتمام....... لا يوجد جديد لن أخبرك عن أبي المدمن و امي المتوفية أو عن زواج مبكر من خليجي.... ضحكت أنا هذه المرة لا طبعا لا توجد امرأة في الخمسينيات تمارسه لهذا السبب....... الحاجة لا أكثر ولا أقل..... كنت متزوجة و مات زوجي دون معاش تزوجت من رجل آخر كان يعيش كل يوم كأنه الأخير لذا مات و ورطني بديونه..... كان لي ابن و لكنه سافر منذ زمن طويل و لم يعد يسأل عني أنا الآن في السبعون....... أتسع فمي عن آخره ...... نعم ألا تصدق أنا أبلغ سبعون عاما و أمارسه ماذا في هذا لولاه لكن ميتة علي قارعة الطريق منذ زمن..... لقد كنت أعمل عملا محترما يوما ما كنت أستطيع فيه أن أحافظ علي مظهري لأاطول فترة ممكنة...... كان هذا سهلا.... و لكن اللعنة علي هؤلاء السبعون عاما!..... و تركتني مسرعة و أنا أجلس علي الأريكة أعب الويسكي بحسرة علي سنوات عمري السبعون الذين قضيتهم خارجها

6 comments:

سارة نجاتى said...

أول مرة من فترة أقرأ قصة باهتمام كده , مش عارفة بس على طول بأنجذب للكتابات ذات الطابع الانسانى أو بتتعامل مع المشاعر الانسانيةو خاصة لو كانت بسيطة ,
يلا هما الجماعة الاسكندرانية كلهم كده دماغهم حلوة

تحياتى ليك و كل سنة و أنت طيب

ayman_elgendy said...

هيما زيفاجو

عفريت يشكو العزلة عبر سبعين عام... كل مهمته الرئيسة اكتساب مظهر ما لائق لفترة طويلة للغاية تجعله يبدو او تجعله متمسكاً بأكسير ما ينقص العمر.....وعنها ....لقد كنت أعمل عملا محترما يوما ما كنت أستطيع فيه أن أحافظ علي مظهري لأاطول فترة ممكنة....توحد مذهل اكاد اراه بين زوجين من السنوات السبعون جعلتني لا استغرب كثيرا قوم يؤمنون بتناسخ الارواح او ما يشبها من احجيات التوحد والمرايا وسنوات السفر

مودتي

Zivago said...

سارة نجاتي
الاسكندرانية أفضل ناس في وجهة نظري
تتعامل مع البحر و الرواية الانسانية
بتجريد هائل ليس لأنني سكندريا و لكنها أشعة البحر المتوسط... التي تذيب جبل الجليد و البرود الثقافي و العاطفي....
تحياتي

Zivago said...

أيمن
ربما كانت العزلة محاولة لكي لا نكون جزء من النمط... التوحد مع المجهول
لرفضنا للمعلوم و لكن يا عزيزي تسري القاعدة القديمة من يرفض الحياة ترفضه
و لكن السؤال هل هذا جزء من النمط السائد.... أو هو نوع من التوحد معه؟

سارة نجاتى said...

ما أنا اسكندرانية زيك , بس متعصبة بقى هههه

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.