The godfather cast

Tuesday, May 13, 2008

طيران خارج الشرنقة

أنتهي أبريل بحلوه ومره باضرابه و اعتصاماته...الحياة بعيدا عن لوحة المفاتيح ليست سهلة و لكنها أقل ارهاقا للأعصاب و لضغط الدم المرتفع
لا أتذكر يوما واحدا جميلا في أبريل ....الشييء الوحيد الجميل أنني شبه متوقف عن متابعة الجرائد المستقلة و المعارضة...لا لشييء الا لأنني أكتشفت و متأخرا أن مصر لا تساوي متابعة أخبارها....طبعا نتحدث عن مصرالنظام و الأحزاب و وزراء القرية الذكية-الأغبياء-مصر المؤسسات المهدمة مصر الفساد و السلطة و الرشوة و المحسوبية مصر المتطرفين و الملتحين بتكفير الآخرين...مصر الذل و القهر و قطف البراعم الشابة قبل نضجها...مصر القطارات المحترقة و العبارات الغارقة.... و ألاحظ الآن العيون التي تترصد كلامي المغموس في النقمة
المدبج بالكراهية لكل ما هو رسمي مصري....منذ عامين سب مرشد جمعية الأخوان الملتحين "المقهورة"مصر و هاجمته الدنيا ولم تتركه حتي وقت قريب....طظ في مصر علي الملأ كما قالها عاكف أمير الجماعة...و لست نادم علي شييء...طظ في الحضارة و التاريخ و القومية و الاستراتيجية..مالم تدفع أصحابها نحو التغيير...و لنتذكر سويا جملة تشرشل الشهيرة "كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها" نحن السبب في ذلك الأستعمار الأهلي الذي نعاني سكراته يوميا....لذلك سببت كل ما هو حولي مصري كان علي أن أصرح بتلك الكراهية و الا كان علي الصمت للأبد....و منذ أن أعتزلت الجنسية التي تحملها أوراقي الشخصية منذ فترة لم يعد للصمت معني............................أي معني

...................................................
يعرف سيزار سيجر أحد النقاد العزلة بأنها نوع من الأنكفاء علي الذات يدفع صاحبها للقيام بأعمال لا طائل من ورائها و السعي المحموم للاهتمام بأشياء لا طائل من ورائها و محصلة ما سبق أن صاحب العزلة سيدفع الي البحث عن أعمق مكنونات ذاته عزلته التي لا فكاك منها
ما لزوم تلك المقدمة المعقدة......الواقع عندما بحثت فيما افعله يوميا أكد لي احتمالين أما أنني مصاب بالفصام....او أنني في حالة عزلة اكلينيكية....و يقيني أنه الاحتمال الثاني....كل ما أفعل هو البحث عن لاشييء أبحث عن وطن مزعوم و أرض مزعومة و أسرة مزعومة مقام عليها منزل افتراضي أستيقظ فيه لا أراديا...لتستقبلني ابتسامة روبوتية ممن أعيش معهم....أستقل الحافلة الحكومية للذهاب الي الشاطبي
لتلقي تعليم وهمي....أهرب بسرعة انشطارية لأقرأ جريدة تبحث عن حقيقة خيالية.....لولا الكحة التي تياغتني بعد التدخين في أوقات مختلفة لظننت أنني في فيلم "ترومان شو "و لكن حكومي هدفه معرفة قدرة المواطن المصري -السابق-علي الاحتمال و بعد هذا الاكتشاف الحقيقي
أتت مرحلة أخري هي مرحلة الانسلاخ من كل ما سبق من الجنسية و الهوية....و البرنامج اليومي الفاتر الذي لا طائل من ورائه......أن يرقة الحرير تظل مجرد دودة تزحف في بطء داخل الشرنقة الي أن تتمرد و تنسلخ و تكسر اليرقة لتخرج فراشة لتطير بعيدا عت الشرنقة التي صنعت بداخلها الحرير لغيرها تترك هذه الشرنقة غير نادمة أو آسفة لتحصل علي الحرية....كذلك سينتصر دون كيشوت اذا توقف عن محاربة طواحين الهواء...... سيتخلص النائم من ازعاج صنبور المياه بقليل من الجهد اذا غلقه لينام هنيئا مطمئنا...... فالي هؤلاء الذين بداخل الشرنقة الوطنية ادعوكم للانسلاخ و الطيران ... و اغلاق صنابير المياه الي الأبد.....و لتذهب العزلة الي الجحيم

1 comment:

3LY said...

ان هذا الكون لم يخلق عبثا و حسب قوانين الفيزياء التي تقول ان اي جسم لكي يتحرك لابد ان يكسب طاقة تساوى بالضبط مقدار حركته , فأن بطل قصتك او موضوعك قد اكتسب او تم شحنه بطاقة كبيرة جدا و لظروف ما افرغها في نفسه بغليها ... لذلك فهي في الحقيقة لمم تفرغ , لذلك هو في اشد احتياج للانطلااااااااااق بفعل تلك الطاقة الكبيرة التي بداخله , و لكن الشرنقة تعيقه و الحمد لله انه اعترف بذلك ... بس كدة كفاية