The godfather cast

Thursday, September 20, 2007

عبد المسيح


كنا نجلس كالعادة علي فلفلة بحري ندخن المعسل بشراهة واشتد النقاش(لا الاخوان حاجة و حزب العدالة حاجة انت بتفهم برضه عيب عليك)هكذا قالها بحنان ابوي بالغ من خلف نظارته السميكة الفوتو براون والعرق يغمر راسه وكالعادة اقترب (دربالة)وكان صديق لي لا يهتم بما نقول ولكن اخبرنا بان صوتنا علي وان عشرة الدومنا (كما ينطقها)ستضيع..هذا هو الاستاذ سيد ملاك عبد المسيح مدرس اول الفيزياء باحدي المدارس المرموقة..الحكومية طبعا ..الرجل العلماني المنحدر من اصول ارثوزوكسية..كان مدرسي منذ اعوام عديدة وتحولت العلاقة من مدرس الفيزياء العلامة الذي يعطي لطالبه السجائر في استراحة الدرس الي الاخ الاكبر الذي ساندك حين فشلت اول قصة حب لك في مستهل حياتك الجامعية..ثم تحول الي صديقك ونديمك في سهرات الخميس التي تقضيها بمنزله بالسيالة..وجهه يحمل بساطة و تسامح الاقباط و كانه تمثال من كنيسة..و حزن شديد لا يعرفه الا المقربون..والذين افخر ان اكون منهم..يغوص في حب مصر بقلبه تماما و يفرح كطفل صغير حين ينتصر المنتخب المصري و مع اي انجاز مصري لابد ان تلاحظ قطرة من الدمع في طرف اجفانه..و الحزن (وهذا سر بيني وبينكم)يعود الي زوجته التي هجرته منذ نحو عشرة اعوام حين رفض الهروب الي الخارج كعادة المتفوقين و الاثرياء من المصريين اولا والاقباط ثانيا..ولكنه احتمل بصلابة احسده عليها وكفكف دمعه ووضع كل طاقته في العمل و في تربية ابنته الجميلة(ماريان)التي انهت دراستها و سرعان ما تزوجت وسافرت الي امريكا حيث بلاد الاحلام الكبيرة..هكذا لم يعد لديه احد باستثناء اصدقاء قلائل في المدرسة و صديق او اثنين في محل سكنه كنت انا واحد منهم كنت اتعمد اغاظة مولانا(هل تذكرونه)حين يراني اسلم علي ابو سمرة(وهذا اسم التدليل)و لا اعيره اهتماما كان كثيرا ما يأتي ليخبرني بان عدوك عدو دينك ولن ترضي عنك اليهود والنصاري حتي تتبع ملتهم..المرء علي دين خليله..و لكن اقولها بفخر انا يا سادة ليبرالييييييييي..فيرد هو بعجرفة استغفر الله...كانت فلفلة بحري تجمعنا دوما لنتناقش في السياسة وفي كل شيء حتي الجنس و القباحة .
ذات يوم كنت اجلس في انتظاره ولم اجده وعدت بخفي حنين الي المنزل لاحظت وجود مولانا في الشارع هو وشرذمة من الملتحين(الذين كان بعضهم مدمنا سابقا)باسفل عمارة ابو سمرة..متسلحين بجنازير و عصي و مواد كاوية(لزوم الدعوة)وما أن راني مولانا حتي صاح في وجهي و الرذاذ يفور من شدقيه..(عاجبك اللي عمله الكافر صاحبك..شتم النبي بيتمسخروا علينا يا دكتور يا محترم)لم اصدق حرفا واحدا بالطبع و حاولت اقناعه بتركه لحاله (فمن اذي ذمي فالنبي خصيمه يوم القيامة)ولكن هيهات عدت الي الشقة التي اسكنها و اجريت عشرات الاتصالات باصدقائي لكي نجد حلا ولكن الكل كان غاضبا او خائفا من الصيع) الرابضون اسفل العمارة )ثلاثة ايام كاملة و(الغلبان لا يستطيع الخروج )و طعامه يصله بالسبت من الدور الذي يعلوه من سيدة سيكون لها قصة وحكاية اخري..و اخيرا وبعد ليال طوال وبعدما فشل البربر في اقامة الحد عليه.. و بعدما هدء الموقف(و كان السبب مسرحية الكنيسة في محرم بك) جمعتنا احدي السهرات كانت ليلة خاصة جدا..احضر هو تورتة من عند كلاسيك و زجاجة (جاك دانيالز)كانت هذه الليلة هي اخر عهدي بالشراب..بعدما فرغت نصف الزجاجة كنا نتحدث بحماسة
_انا نفسي ابطل الهبابة دي
_عشان حرام ولا عشان انت عايز تبطلها
_مش عارف والله يابو سمرة بس حاسس انها جايبالي الفقر
_طب بتشربها ليه
_عشان ابقي مبسوط
_في سبعتلاف حاجة ممكن تبسطك غيرها
_و ساعات عشان ببقي مخنوق
_اوعي تشرب وانت مخنوق..حتتخنق اكتر بقولك ايه بلاش تزعل نفسك كده تعالي نتفرج امانشوف عمرو اديب جايب مين
ظللنا نشاهد التلفاز حتي الرابعة صباحا حتي انتهينا من الزجاجة اشعلنا المارلبورو الاحمر وهو يتحدث معي برفق
-ايه يا دكتور لساك زعلان
-لا يا عم انا مخنوق من حاجات تانية خالص
-ايه
-الكلية زفت حاسس ان مليش مستقبل
- اووه انت لساك علي الحال ده
-اه لسه حوار امريكا ده معشش في دماغي
اشاح بوجهه بعيدا و استغرقته الذكريات ..ذكريات ماريان ابنته الوحيدة لاحظت هذا علي وجهه فغيرت دفة الحديث
-الا قولي عملولك ايه في المدرسة
-ضحك قليلاوقال اعتبروها اجازة عارضة
ثم تابع-اما تحب تبطل حاجة بطلها عشان اقتناعك بكده مش عشان نظرة الناس ليك
-انا مقتنع خلاص انا لازم ابطل انا مبحبش حاجة تتحكم فيا
-و الحشيش
انفجرنا في الضحك و تذكرت خاطر غريب
-انت بتعمل ايه لما بتبقي مخنوق
-بصلي قدام الصليب
-انا مخنوق دلوقتي اعمل ايه
-مينفعش تصلي انت دلوقتي
-ليه
-انت ناسي (لا تقربوا الصلاة وانتم سكاري)
قالها وحمل وجهه ابتسامة اب مشفق اما انا فعدت اضحك من جديد .

7 comments:

EGYPT EYES said...

بجد جميله الحكايه وأجمل الصداقه بينك وبين استاذك وروح الموده اللي بتجمع بين المصريين مع أختلاف أديانهم غصب عن المتطرفين
تحياتي

sherif gharib said...

بص يا ابراهيم انا مش هعلق على طريقه السرد القصصى اللى انت بتعملها لان اقل تعبير ممكن اقوله
انها شدتنى طول الوقت و انا بقرا القصه لغايه اخر سطر
انا برده مش هتكلم عن العلاقه بينك و بين صديقك القبطى اللى واضح ان انا ما اعرفوش مع ان انت عارف يعنى ان الانبا لازم يعرف الناس ديه
بس انا هقولك حاجه لو كان مولانا فعلا زى ما انت وصفته تفتكر ازاى يكون راى الناس و هى خايفهمنه و من اللى معاه انهم عباره عن مجموعه من الصيع و برده لسه بيمشوا وراه و يسمعوا كلامه
و تانى حاجه لو فعلا انت كنت بتشرب علشان انت مخنوق و علشان الحلم الطائر اللى جواك
اشرب يا عم المحيط تفتكر ده هيعمل حاجه
ما اعتقدش
كلام صاحبك صح يا صاحبى اعمل اللى انت عايزه طالما انت عايز تعمكله مش علشان اى حاجه تانيه
تحياتى

el_assel said...

اكيد ما فيش مانع ان يكون صديق لينا من النصاري
بل بالعكس انا شايفها ميزة علشان نوريله عظمة الإسلام
وبالنسبة لمولانا
اعتقد ان هما دول اللي بيشوهه عظمة الاسلام
دول الناس اللي بيبقوا عملوا كل حاجة حرام في الدنيا
ولما كبر وعلشان صورته قدام الناس
قصر البنطلون ده لو كان لسه بيلبسه اصلا ولبس بداله القفطان الابيض
وساب دقنه لغاية ما بقي شبه الانسان البدائي
وقعد يفتي في كل حاجة يعرفها وما يعرفهاش
هما دول اللي مبوظين صورة الإسلام
مبروك ياباشا ويارب تكمل
كل سنة وانت طيب

Zivago said...

القصة مع ذلك الرجل القبطي المصري هي اجمل مشهد لابناء الوطن الواحد هي اجمل بكثير من جلسات الافطار و تبويس اللحي انزلوا الي شبرا في القاهرة لتجدوا اكبر التحام في العالم بين المسلمين والمسيحيين ..جميعهم مصريين تحت هراوات نظام فاسد

Zivago said...

egypt eyes
روح المودة بين المصريين شمعة بتدوب بعد ما طال ظلام النظام الكل متخيل ان المسيحيين مضطهدين من الشعب لكن الحقيقة النظام هو المضطهد المصريين كلهم تحياتي لك و لمدونتك
التي اشاهدها الان باستمتاع

shahrzad_storry teller said...

ابراهيم انا حأعلق بس على طريقة سردك اللي أنا بأعشقها من أيام الزمكان الي نفسي ترجعهلناتاني أسلوبك جامد ....غير كده مش حتكلم بس روح المعاشرة دي أنا بحبها ........ ربنا يهديك لطريق صح تحقق بيه اللي انت عايزه ........ تحياتي

3LY said...

طريقتك حلوة قوي يا صرح
مفيش حد بيقرر انه يعمل حاجة من غير سبب
لو كان السبب خوف من الناس او كلامهم , فدي حجة مش سبب عشان كدة سهل جدا انك تلاقي حجة تانية عشان ترجع عن قرارك دة
القرارات نوعين , نوع له سبب منطقي
و نوع بنألفله سبب(حجة) عشان احنا عايزين القرار دة
.. و كمان في قرارات غلوية و دي طبعا غنية عن التعريف لأنها بتتنسى !!!!!!!